الثورة أون لاين – ديب علي حسن:
الإعلامي أي إعلامي وبأي وسيلة إعلامية هو صانع رأي بل الآن صانع حدث في السياسة والثقافة والإعلام والمجتمع وكل مجالات الحياة.
إنه بكل مكان عبر التقنيات الجديدة، وببساطة من كان يقود دراجة هوائية مثلاً ولم يطور مهاراته سوف يبقى عند عجلاتها مع الأدوات الجديدة.
من هنا علينا الاعتراف أن المشكلة فينا نحن الإعلاميين وفي الكثير من الجهات التنفيذية والوصائية التي يفترض أنها تشرف وتتابع الإعلام والإعلاميين وتعرف -يفترض- مقدرات ومؤهلات كل إعلامي ومن ثم ينسحب علينا نحن في عملنا وفيما نقوم به.
هل حقاً نطور مهاراتنا ونجدد أدواتنا ونؤدي واجبنا المهني بأقصى ما نستطيع..؟
أسئلة كثيرة تطرح ولا تسعى لإجابات ولكن ما جرى منذ فترة قصيرة يعطي مؤشرات مهمة على واقعنا.. في انتخابات اتحاد الصحفيين ظهر المشهد جلياً واضحاً الأمر بلا مجاملات ليس دليل عافية بل يدل على أننا لا نجيد حتى تقدير أنفسنا.
من حق الجميع أن يطمح وأن يترشح لمكان ما.. ولكن هل يقف أحدنا ويوجه لنفسه السؤال التالي: ما هي البصمة التي تركتها أو أنجزتها في عملي.. ثم ماذا سأقدم في المهمة التي أترشح لها.
بكل جرأة أقول شخصياً: شعرت بشيء من الخجل ثمة من لا يعرف كيف يكتب كلمتين وضع نفسه منافساً لأسماء مهمة جداً واستطاع أن يقصيها.. كيف سأراه في موقع إعلامي متقدم يفترض أنه صانع رأي وموجه للمجتمع؟.
بالتأكيد تعرفون الجواب.. ثم أي ديمقراطية تلك التي تسمح بأن يكون في هذا المكان.. ما هي شروط ومعايير الترشح هل فقط أن تكون قد أمضيت عشرة أعوام عضواً عاملاً في اتحاد الصحفيين.. هل تكفي؟.
لماذا لا نضع معايير وشروط واقعية مهنية لمن يقبل ترشحه.. يكون شرطها الأول ماذا أنجزت.. ما هو حضورك في المشهد الإعلامي.. ماذا تمتلك من رؤى يمكن أن توضع موضع التنفيذ.
معايير كثيرة يجب أن تكون واضحة.
ليس اتحاد الصحفيين مكاناً للمغانم والمكاسب وعلينا أن نضعه مكانته التي يجب أن يكون فيها.. ليس مكاناً لوصفة طبية فقط.
بل مؤسسة فكرية مهنية حقيقية يجب ألا يصل إليها إلا من له القدرة على الفعل والإنجاز وما ينطبق على الاتحاد يبدأ أصلاً من المؤسسات الإعلامية التي قد تبتلى أحياناً كثيرة بمن ليس أهلاً لإدارة دفتها ناهيك بوضعها الذي يبدأ من ضعف الكثير من المحررين الذين يرون أنهم موظفون لا أكثر.. وبعضنا الآخر رهن نفسه لمؤسسات وجهات تعرف كيف ترضيه.. وقسم آخر يرى أنه يجب أن يكون دائماً في الصف الأول… يطلق الأحكام دون أن يعمل… فقط الغاية مكان إداري.
وحقيقة حق كل صحفي أن يطمح لكن شرط معرفة ذاته وقدراته والخروج من مقتل المفاصل كم هو جميل أن يكون الصحفي المحرر الحقيقي مميزاً عن كل هذه التسميات حينها لن تجد من يسعى إليها.
وبالعودة إلى ما أظهره المشهد خلال الأيام الماضية من انتخابات أو احتجاز صحفي متميز ، هذا كله يدل على أن العلة في جانبها الأكبر فينا نحن.. لدينا طاقات مهمة متميزة لكن للأسف يتم أقصاؤها وتهميشها ليتصدر المشهد من ليس له علاقة بالإعلام.
ولن ننسى دور الجهات الوصائية التي يفترض أنها تتابع وتعرف مؤهلات ومقدرات الجميع.. ولكنها لا تحرك ساكناً في الكثير من الأحيان.
جدارنا الإعلامي مرتفع بمن هو جدير به.. منخفض بمن يدعي المهنة وهو دخيل عليها.. ببساطة الإعلام صانع الحدث.. قائد الرأي وليس مكاناً للخمول العقلي.. لا نريد هيكل وطه حسين إنما على الأقل أن يحسن البعض طرح الرأي وأن يكونوا فعلاً فاعلين في المشهد.. أمنيات برسم الإهمال.