أيام تفصلنا عن موعد افتتاح معرض الكتاب السوري الذي سيكون في رحاب صرح كبير، في مضمونه يحتضن أمهات الكتب وعصارة عقول على مدى أجيال وأحقاب تحكي للقاصي والداني تاريخ أمة وحضارة شعب.
ولأن الهدف الأسمى من إقامة المعارض هي بث الوعي بين شرائح المجتمع كافة بأهمية القراءة واقتناء الكتاب وتكريس فعل القراءة لتكون ثقافة يومية، فإننا بلا شك مدعوون جميعاً للمساهمة في هذا الدور باقتراح فعاليات وأنشطة تكون جاذبة لرواد المعرض، تمنحهم فرصة التسوق والاطلاع والتعرف على أحدث نتاجات الكتّاب والمبدعين في غير فن من فنون الإبداع.
وهنا لابدّ للإعلام من أن يكون حاضراً بقوة وبأذرعه كافة، المقروءة والمسموعة والمرئية، وحتى وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت جزءاً هاماً من الإعلام، فلم يعد دوره فقط نقل الخبر، بل هو صانع للحدث في خلق برامج ترويجية في التعريف بالكتب وعرض موجز عنها، وإنشاء برامج مسابقات تسلط الضوء على الكتاب السوريين والتعريف بهم وبأعمالهم، لردم الهوة التي نشأت بين جيل اليوم وجيل الأمس، وتقديم العروض المجانية للتحفيز على المشاركة، وليس أقلها تقديم مجموعة من الإصدارات المجانية مكافأة تعيده في القادم من الأيام إلى الكتاب فيكون له خير الجليس.
ولا ننكر أهمية الندوات والحوارات والطروحات التي تقدم خلالها عناوين هامة، وترافق المعرض في أيامه كافة، لكنها لم تعد تغري المواطن في متابعتها، وربما برنامج إذاعي يحكي عن قصة كتاب بطريقة مشوقة يحصد من المتابعة أصواتا لا تعد، وغير بعيد عنا وسائل التواصل الاجتماعي ودورها الكبير في إيصال ما نريد عبر الشاشة الزرقاء، فإذا بثت شخصية مؤثرة” فنان، رياضي، كاتب كبير.” عن كتاب كان له الأثر في تغيير حياته، فلا شك سيكون أكثر فاعلية من ندوات لا يحضرها أحياناً إلا عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.
فمن الأهمية بمكان مواكبة التقنيات الحديثة واستهداف أبناء هذا العصر بلغتهم لرفع الوعي لديهم وتوجيههم نحو القراءة، ليعود الكتاب إلى مكانته التي تليق به.
رؤية- فاتن أحمد دعبول