أثار قرار وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية رقم 790 الصادر بتاريخ الرابع من الشهر الجاري، والقاضي بالسماح باستيراد الأقمشة، الجدل وأحدث مواقف متناقضة بين غرفتي صناعة حلب ودمشق.
صناعيو حلب أكدوا أن القرار سيؤدي إلى إغراق الأسواق بالأقمشة الرخيصة التركية والصينية ويفتح باباً للفساد واعتبروا أن استيراد الأقمشة وتصنيعها كألبسة لا يسمى إنتاجاً وطنياً وأن الإنتاج الوطني يكون بحلقة كاملة من الصناعة بأيدٍ وطنية، ما يعطي الصناعة قيمة مضافة وأن حماية الصناعة النسيجية بكل حلقاتها تتطلب تعديل أو إلغاء هذا القرار.
وفي موقف مناقض أصدرت غرفة صناعة دمشق وريفها بياناً عبرت من خلاله بأن القرار جاء بناء على ضرورة إيجاد مواد أولية صنعية ذات مميزات خاصة توافق أغراضاً معينة وخدمة لأنواع متعددة ومختلفة من الإنتاج ومواكبة المواصفات الجديدة والمحسنة والملائمة لاستعمالات معينة.
بعيداً عن الدخول في متاهات الرفض والتأييد للقرار وموجباته، لماذا التضارب في التصريحات بين غرف تتبع لاتحاد واحد؟ وأين هي الحقيقة التي ضاعت بين ما يسمى عداوة الكار؟ حيث كان من الأولى التنسيق والتشاور والتكامل بين الغرفتين والتوصل لما يخدم مصلحة هذه الصناعة العريقة والمهمة وتذليل المشاكل والصعوبات المزمنة التي عانت منها منذ زمن بعيد وتخليصها من المعيقات والتحديات الإضافية التي ضاعفتها وزادت من حدتها الحرب العدوانية على سورية وما خلفته من دمار وخسائر بشركاتها وببناها التحتية.
صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة أحد أهم القطاعات الاقتصادية والصناعية والإنتاجية، ولها دور مهم بالاقتصاد حيث تسهم في توفير الكثير من فرص العمل وترتبط بها العديد من الصناعات التكميلية المختلفة والقطاعات الإنتاجية بداية من زراعة القطن، مروراً بالمراحل الأخرى وصولاً إلى الملابس الجاهزة والتجارة والتصدير.
دعم صناعة الغزل والنسيج وتعميقها والنهوض بواقعها تتطلب التشاركية بصناعة القرار وإشراك الجهات والهيئات العلمية والفنية المختصة بذلك وحمايتها من المنافسة والإغراق وتأمين متطلباتها ومستلزمات الأساسية وتطوير الشركات العاملة بهذا المجال وإنشاء معامل ومعاهد أبحاث ومراكز تدريب لرفع المستوى الفني والمهني لهذه الصناعة وتحسين المناخ الخاص بها، وإعادة هيكلتها وتعزيز قدرتها التنافسية وزيادة القيمة المضافة للمنتج وتقديم الدعم اللازم لتحديث المعدات وشراء ماكينات جديدة، وتوفير المادة الأولية الخام من خلال التوسع في زراعة القطن وتخفيف التحديات التي تؤثر في ارتفاع تكاليف الإنتاج حتى تعود إلى سابق عهدها وبما يكفل لها التقدم والازدهار.
أروقة محلية -بسام زيود