الثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير – بشار محمدُ:
تُراكم دمشق نجاحات سياسية بمكتسبات ميدانية تعزز من خلالها الدولة السورية بسط سيطرتها على مساحة جغرافية غاية في الأهمية بالنظر إلى حساسية الجنوب السوري ومتاخمته للعدو الإسرائيلي الذي تلقّى صفعة بعد إتمام التسوية في درعا وطيّ ملف حساس شكّل بالنسبة لكيان العدو جبهة متقدمة لأطماعه وأفعاله الخبيثة متناغماً مع حليفه الحيوي والعضوي في الشمال السوري نظام أردوغان المأزوم داخلياً والمرتاب خارجياً.
العدو الإسرائيلي المرتبك جنوباً وشمالاً لجهة فشله بإحداث تغيير في ميزان قوة الردع لدى المقاومة في لبنان وبكسر إرادة السوريين في التصدي لخروقاته العدوانية للسيادة السورية لا يوفر فرصة لتأزيم المشهد الإقليمي وفرض مسرح عمليات مناسب لعدوانه ونزعته التوسعية معتمداً على عربدته وأذرعه السيبرانية الخبيثة لفرض واقع مختلف في المنطقة عجزت آلة إرهابه عن تحقيقه لعقد من الزمن.
في المناخ العدواني ذاته يدفع أردوغان بتعزيزات عسكرية داخل الأراضي السورية ملوحاً بعملية عسكرية عدوانية للقضاء على التهديدات الإرهابية حسب زعمه بانتظار مشاوراته مع روسيا والولايات المتحدة الأميركية نهاية الشهر الجاري على هامش قمة العشرين.
التهديد بعملية عسكرية محاولة مفضوحة للهروب من الوضع الاقتصادي السيئ غير المسبوق لليرة التركية وتبعاتها في الداخل التركي ويتزامن مع أجواء معركة دبلوماسية لنظامه مع عشر دول من بينها فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة بعد أن وجّه أردوغان تهديداً بطرد سفراء عشر دول بذريعة دعوة هذه الدول للإفراج عن المعارض التركي عثمان كافالا.
نجاح الدولة السورية باستعادة زمام المبادرة في المشهد السياسي الإقليمي وتعزيز التنسيق مع الحلفاء وفضح زيف المعسكر الغربي الداعم للإرهاب والتصدي للعربدة الصهيونية جميعها ستسهم في تفويت الفرصة على النظام الإخواني الأردوغاني بفرض شروطه شمالاً وإلحاق الهزيمة بمشروعه التوسعي.