الثورة أون لاين_ فاتن أحمد دعبول_
لأن سورية أبجدية الكون وأم اللغات، وهي التي أحيت اللغة العربية بعد أن كان العثماني قد عمل على تتريكها ومحاولة طمس هويتها، ولكن اللغة تنتصر بأهلها وتحفظ في الصدور قبل السطور.
فمن سورية كان الكتاب الأول والحرف الأول، وما من جائحة أو حدث جلل مهما بلغ من سطوته، يستطيع أن يقف في وجه الإبداع السوري، أو أن يمنع المبدع من أن تفيض روحه علما وفكرا ومعرفة في سفر الحياة.
اليوم يعود معرض الكتاب السوري، لينطلق في رحاب مكتبة الأسد، إذ افتتحت د. لبانة مشوح وزيرة الثقافة معرض الكتاب السوري إذقالت في تصريحها أنه:
لمستقبل سورية الأجمل
خلال عشر سنوات لم تتوقف الثقافة في سورية، عشر سنوات عجاف، إرهاب وقتل وتدمير، واليوم حصار اقتصادي، ولكن الثقافة مستمرة في عطائها، والمثقفون مستمرون أيضا في عطاءاتهم.
وأضافت: مكتبة الأسد الوطنية كانت على مدار السنوات الماضية تحتضن معرضا مهما جدا في العالم العربي، معرض الكتاب، ولكن للأسف اضطررنا بسبب الجائحة لعدم إقامة هذا المعرض لهذا العام، ولكن شغفنا بالقراءة، ومطالبة القراء بمعرفة الجديد والاطلاع على هذه المعارض المهمة، جعلتنا نخضع للضغوط ولرغبات دور النشر، لدينا 47 دارا ومؤسسة نشر مشاركة اليوم في المعرض، وأكثر من 5000 آلاف عنوان كتاب جديد، طبع ونشر في سورية.
وبدورها قالت: الكتاب السوري بخير، المفكرون السوريون بخير، المثقفون السوريون بخير، ندعوهم جميعا للمشاركة في إعادة بناء الفكر والإنسان، وفي الانطلاق نحو مستقبل سورية أجمل مما كانت، ونحن اليوم بحاجة لنعيد بناء الإنسان على أسس متينة ونحصنه ضد كل غريب مسيء لحضارته، وثقافته وهويته.
وبينت وزيرة الثقافة أن الكتاب يباع بحسم 50% ليكون متاحا للجميع، وفي متناول الجميع، ومكتبة الأسد الوطنية بصرحها العظيم بانتظار روادها من عشاق الكلمة والفكر.
حسم 50%
وأوضح د. ثائر زين الدين مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب، أن الهيئة تشارك في معرض الكتاب السوري الذي تقيمه وزارة الثقافة برعاية د. لبانة مشوح وزيرة الثقافة بما لايقل عن 1200 عنوان من إصدارات الهيئة في السنوات الأخيرة.
وتتضمن الإصدارات مختلف وجوه المعرفة من الأدب بأجناسه المتعددة والفكر والفن التشكيلي والموسيقا والسينما، هذا إلى جانب الكتاب الناطق ومختلف السلاسل الموجهة للأطفال والفتيان والكبار.
وأضاف: تسعى الهيئة ضمن منشوراتها لاستقطاب شرائح المجتمع كافة، لنشر ثقافة القراءة في المراحل العمرية كافة، لذلك ستقدم الكتب بحسم 50% من سعر العنوان الواحد.
بعد ثقافي
وبين هيثم الحافظ رئيس اتحاد الناشرين السوريين أن معرض الكتاب السوري سيمتد بين 26/ 10 حتى 6/ 11 برعاية د. لبانة مشوح التي قررت إقامة هذا المعرض دعما لصناعة النشر في سورية، وفتح المجال للكتاب السوري ليكون على تماس مباشر مع القارىء السوري، والهدف من هذا المعرض هو البعد الثقافي الحقيقي والذي يكرس فيه حضور الكتاب السوري الجميل والجيد في المحافل العربية والدولية، ما انعكس على دعم هذا الكتاب وإعطائه الأولوية في التواجد في المحافل المحلية.
ويعد هذا المعرض باكورة معارض قادمة ستكون في المحافظات السورية، والبداية من مكتبة الأسد كمكان يجمع الثقافة السورية التي أظهرتها الكتب، والمحتوى السوري الجيد الذي حمله الناشرون السوريون إلى القارىء العربي.
وأضاف: المعرض التفاتة جميلة وتحية عطرة للكتاب وتقديمه إلى القارىء السوري بسعر مدروس يتناسب مع الواقع الاقتصادي الحالي، وهذا الكتاب مدعوم من وزارة الثقافة وداعم للقارىء السوري، وسيخضع لحسومات كبيرة تبدأ من 20% وتصل في بعض دور النشر حتى 50%، وهذا المعرض ليس بديلا عن معرض مكتبة الأسد الأساسي.
وأوضح رئيس اتحاد الناشرين أنه بسبب وباء” كورونا” وبسبب التداعيات الاحترازية التي عمت الدول العربية، جعلت من الصعوبة تقل الناشر العربي صعب، فكان البديل في معرض الكتاب السوري، وهو ضمن خطة اتحاد الناشرين وتم تفعيله من قبل السيدة وزيرة الثقافة، وأن يكون بشكل دوري، وهو الأول من حيث الفاعلية، ونتمنى أن يكون من حيث النجاح أكثر حضورا.
تنشيط حركة النشر وصناعة الكتاب
وبدوره بين إياد مرشد مدير عام مكتبة الأسد الوطنية أن لمعرض الكتاب السوري للعام 2021 أهمية كبيرة، فهو يسهم في تنشيط حركة النشر وصناعة الكتاب في سورية، وصناعة الوعي وتقدم الحركة الثقافية، لما للكتاب من أهمية ومن انتشار.
ويقام المعرض تحت عنوان” كتابنا، غدنا” تشارك فيه 47 دار نشر، فيه دور نشر متخصصة بمنشورات الأطفال، وكتب علمية وثقافية وأدبية ودينية، وهذا المعرض يقدم صورة عن طبيعة المواد التي تنشر في سورية، والتي تقدم للقارىء السوري.
وأضاف: نتطلع في هذا المعرض إلى تقديم الأفضل، ويرافق المعرض برنامج ثقافي، يتضمن حفلتين موسيقيتين حول القدود الحلبية والموشحات، ويتضمن أربعة عروض سينمائية من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وهناك خمسة ندوات فكرية يشارك فيها نخبة من المفكرين والمثقفين والأدباء.
وأوضح مرشد أن المعرض سيكون غنيا بفعالياته ونشاطاته، ونتطلع أن يكون غنياً بحضور الجمهور الغالي الذي يترقب الكتاب بشكل دوري، وهذا المعرض خاص بالكتاب السوري، فلا يوجد مشاركات عربية أو أجنبية بسبب جائحة كورونا وصعوبة الشحن وتكاليفها، ونأمل أن يتكرر المعرض في المحافظات كافة تشجيعا لحركة النشر والطباعة، وأيضا حتى نؤكد على أهمية الكتاب كزاد أساسي للفكر والمعرفة والثقافة.
