الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:
هي لفتة نبيلة ومهمة جداً وذات مدلول كبير وعميق أيضاً أن يزور السيد الرئيس بشار الأسد الأكاديمية العسكرية العليا بدمشق في هذا التوقيت الحساس والدقيق من أحداث المنطقة، وأن يلتقي الضباط الخريجين من الدورة السادسة والثلاثين “قيادة وأركان”، حيث احتوت الكلمة التاريخية الموجزة التي ألقاها سيادته أمام الخريجين على العديد من المحاور والمضامين والرسائل المهمة التي ينبغي قراءتها والإضاءة على كل تفصيل فيها.
فالرئيس الأسد اختار مؤسسة أكاديمية عسكرية مهمة كان لها الفضل في إعداد وتخريج أمهر وأرفع القادة في الجيش العربي السوري على مدى سنوات طويلة، وقد سبق لسيادته أن كان أحد خريجيها، ليؤكد أهمية هذا الصرح الأكاديمي العسكري في عملية الارتقاء بضباط الجيش معرفياً وعلمياً ومهنياً ووطنياً، بعد أن يتلقوا على مقاعده وفي قاعاته أرفع وأفضل العلوم العسكرية الحديثة إلى جانب العلوم السياسية وبقية المجالات المرتبطة بهما، وعلى أهمية الدراسة والتدريب لتحصيل المعارف والخبرات الضرورية التي تنعكس إيجاباً على بقية المقاتلين في الجيش العربي السوري، لأن القائد العسكري الناجح هو الذي يتزود بالمعرفة بشكل دائم وينقلها إلى مرؤوسيه وجنوده.
كان لافتاً تأكيد الرئيس الأسد على أن مؤسسة الجيش العربي السوري ومنذ الاستقلال هي التي كانت تصنع تاريخ هذا الوطن وتحفظ استقلاله وسيادته وتصحح الأخطاء، حيث كانت على الدوام عنوان وحدة الشعب وتلاحمه ومعقل رجائه في تحرير الأرض وحفظ السيادة والكرامة والاستقلال ورد كيد المعتدين وأدواتهم، وقد أبلت قواتنا المسلحة منذ تأسيسها بلاء حسناً في العديد من المعارك المشرفة منذ اغتصاب فلسطين حتى اليوم، حيث أعادت للعرب كرامتهم في حرب تشرين التحريرية المجيدة، وهي اليوم تخوض أنبل المعارك لتخليص بلدنا من العصابات الإرهابية وطرد المحتلين.
تكتسي كلمة الرئيس الأسد أمام خريجي الأكاديمية العسكرية العليا أهميتها البالغة من أنها تأتي في خضم الإنجازات الكبيرة التي تحققت في سورية في مواجهة المؤامرة والحرب الإرهابية التي شنت عليها، حيث كان للجيش العربي السوري الباسل الذي وقف خلفه شعبنا بكل شرائحه وفئاته الفضل الأكبر في هزيمة المشروع الإرهابي وتحقيق الأمن والسلام في معظم ربوع الجمهورية العربية السورية، في حين كان للإيمان والوعي الوطني الكبير الذي يمتلكه أبناء القوات المسلحة الفضل الأكبر في إفشال كل المخططات التي استهدفت الإساءة إلى سمعة سورية وتشويه صورة جيشها.
تركيز الرئيس الأسد في كلمته على الجانب السياسي من المعارف التي تلقاها الخريجون تلقي الضوء على أهمية هذا الجانب، إذ لا يوجد معركة عسكرية من دون أهداف سياسية، وقد أثبت جيشنا البطل خلال سنوات الحرب أنه يعي أبعاد المؤامرة التي حيكت ضد بلدنا حيث ساهم هذا الوعي إلى جانب القدرات والمعارف العسكرية والخبرات بإفشال المؤامرة وتحقيق الانتصار.
لقد كان انتصار الجيش العربي السوري في هذه الحرب القاسية والصعبة هو ثمرة لصموده المنقطع النظير في كل الظروف التي واجهته، ولذلك جاء تأكيد الرئيس الأسد على استمرار هذا الصمود بقوله: ” لا مكان في هذا العالم المضطرب إلا لشيء وحيد هو الصمود.. الدول التي تصمد هي التي تحجز لنفسها مكاناً في العالم سواء أكانت دولاً صغرى تبحث عن مكان إقليمي ضمن مصالحها الإقليمية، أو كبرى تبحث عن موقع على الساحة الدولية، فالشعوب التي تصمد تجد لها وطناً، ومن دون صمود لا وطن”.
كما أكد الرئيس الأسد على الإرادة والإقدام سبيلاً لاستعادة الحقوق وتحقيق الأهداف، ولذلك ختم حديثه بالقول: “بعلمكم وبإرادتكم وبإقدامكم سنتابع مسيرة التحرير وبصلابتكم سوف نتمكن من استعادة الحقوق، وبإيمان الشعب بكم وبهذه المؤسسة العظيمة سيبقى الجيش العربي السوري هو المحور وهو الضمانة لصيانة الاستقلال ولترسيخ العقيدة ولحماية ووقاية الوطن”.