البقعة الساخنة_ بقلم منهل ابراهيم:
مكث عقود طويلة يصاغ بدقة في أنفاق السياسة والعسكرة الغربية، هكذا دائماً.. وعندما تسنح الفرصة يتم الغزو والاحتلال والتخريب، مخطط بلا خطوط حمراء، وعند الكوارث الكبرى والحرائق يدق ناقوس الخطر كما هي الحال في الكارثة التي أخرجتها أميركا والغرب للعلن في أفغانستان، كارثة تدق ناقوس الخطر من شرق أوكرانيا إلى مضيق تايوان.
هو الخطر القادم من غربهم، كم هو كبير وكم هم خطرون في الغرب المتوثب للقضاء على أفكار الأمن والحضارة والسلام، يديرون عدواناً وحشياً ضد العديد من البلدان ويخلقون الأخطار من أعدائهم ويسوقونهم على أنهم من يشكلون الهيكل المرعب لضرب السلام والأمن في العالم.
سلوك الغرب في خلق أعداء افتراضيين سخيف لكنه مخيف في الوقت نفسه فهو يأتي ضمن استراتيجية طويلة الأجل، استراتيجية عدوانية برأس حربة قاتلة في معظم الأحيان.
الغرب الذي تقوده أميركا يلعب اليوم ألعاباً خطيرة تجاه روسيا والصين ومنطقتنا ودول أخرى في العالم ومنها كوبا على سبيل المثال لا الحصر، ويتوعد بحروب قذرة يتم استخدام الأسلحة النووية فيها كم يسوق العقل الأميركي.
الحروب الباردة في كثير من الأحيان لا تبقى باردة بل تتطور إلى حروب ساخنة، وأميركا يمكن أن تستخدم أي ورقة رابحة لنشر صواريخها وشبحها النووي الذي تهدد به خصومها هنا وهناك، نشر مدروس ومتقن لدى الدائرين في فلك سياستها.
الغرب يسعى بكل قوة لزعزعة استقرار كل المناطق التي تشكل مراكز قوة مخالفة له وهنالك عداء غربي جماعي متأصل تجاه روسيا، والكرملين يأخذ في الاعتبار حشد مزيد من الأساطيل قرب حدود روسيا، وإنشاء تكتلات عسكرية جديدة.
وكذلك الأمر بالنسبة للصين التي تدافع بقوة عن مبدأ الصين الواحدة وتعارض بحزم أي شكل من أشكال التبادلات الرسمية والعلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة ومنطقة تايوان، وتعارض التدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية.
على الغرب الرجوع ألف خطوة للوراء والعد مئات المرات قبل التفكير في تصعيد الأجواء وتسخينها مع موسكو وبكين، ولا ينبغي للغرب الذي يفقد بين الحين والآخر رشده السياسي والعسكري أن يقلل من إصرار الشعوب وإرادتها القوية بالدفاع عن سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها.