تعاني رياضتنا الكثير من المعوقات والصعوبات التي تقف سداً منيعاً أمام كل الطموحات والتطلعات بالنهوض والتطور، ولا تقتصر هذه الصعوبات على الناحية الإجرائية والأنشطة المتنوعة والمشاركات الخارجية، ولا تتعلق فقط بالبنية التحتية واللوجستية، بل تدخل في صميم القوانين والأنظمة التي تجعل رياضتنا مقيدة بمصفوفة من اللوائح التي لايمكن أن تتركها لتحاكي مايتحدث عنه مسؤولوها من تغييرات وتطورات حدثت، أو ستحدث بعد فترة زمنية قصيرة؟!.
وما يثير الدهشة والاستغراب أن هذه الأنظمة تكون نصوصاً غير مسموح المساس بها حيناً، ومن الممكن تجاوزها أو تجاهلها، في أحيان أخرى؟! بذرائع متعددة تدور في فلك مقتضيات المصلحة العامة، وتخرج بهيئة قرارات ضمنية أو صريحة؟! وعلى الرغم من الوعود والعهود المسبقة بإعادة النظر في الكثير من الأنظمة الرياضية، إلا أن أي شيء من هذا لم يتحقق، ولايبدو أنه سيتحقق، في المدى المنظور، على أقل تقدير؟!.
يمكن القول إن رياضتنا محكومة بالقرارات أكثر منها باللوائح، وهذه القرارات تستند إلى الأنظمة في الشكل والجزئيات والتفاصيل، وتخرج من تحت عباءتها من حيث الجوهر والمضمون، والمشكلة الكبرى أن الكثير من اللوائح باتت غير ملبية للطموح ولا تتناسب مع التطورات الكبيرة التي طرأت على الحركة الرياضية العالمية، وبات الجزء الأكبر منها يشد رياضتنا إلى الخلف ويدفعها للتقهقر والتراجع، في الوقت الذي تطمح فيه للتقدم إلى الأمام، ونعتقد جازمين أن رياضتنا غدت بحاجة ماسة ليس لإعادة النظر في أنظمتها وقوانينها فحسب، وإنما لتغيير هيكليتها وأسسها والبناء من جديد على أسس متينة تراعي الدينامية في حركتها، وتقوم على روائز وأنظمة صالحة للتعاطي مع جميع المتغيرات، والنأي عن الروتين والتعقيدات التي تحول دون قدرتها على كسر الجمود المستشري في جسمها!!.
مابين السطور- مازن أبو شملة