لا يقتصر البناء بمفهومه العام على الإعمار والتشييد المادي ،وإنما بناء الإنسان بالمعنى القيمي هو حجر الرحى وركن الإنجاز وعمود القوة إذا ما أحسنا التنشئة والتربية والتعليم بما يعزز مفهوم الانتماء وهيبة المجتمع وفق ما يملكه من طاقات وقدرات مادية وبشرية تحصنه من العوز والحاجة، وتجنبه ويلات المتغيرات التي تتفاقم يوماً بعد يوم.
في حياة السوريين تجارب عدة مختلفة حاصروا فيها من حاصرهم بلقمة عيشهم وكانوا أهلاً للإبداع والابتكار من خلال اعتمادهم على ذواتهم وطاقاتهم منذ سنوات طويلة.
ولعلّ حصار الثمانينات ومحاولة تجويع الشعب السوري من قبل دول الغرب اللا إنسانية كانت درساً وعبرةً لمن يمتلك البصر والبصيرة، حيث نهض الشعب من خلال التصاقه بالأرض حيث قوى الزراعة واستصلاح الأراضي واعتمد على الكفاءات والخبرات الوطنية في تشغيل الآلات مبتكراً في حدود القدرة كلّ ما يمكن ابتكاره طالما الحاجة أم الاختراع.
في معرض الباسل للإبداع والاختراع الذي يقام كلّ عام ويسلط فيه الضوء على منجزات بناء الشعب السوري لمختلف المراحل التعليمية هناك الكثير مما يسر الخاطر ويريح النفس عندما نشهد تقنيات مختلفة تحتاجها عمليات الصناعة والتجارة والزراعة والخدمات والفن، لها أثرها الإيجابي على مستقبل سورية الواعد.
عين المجتمع- غصون سليمان