حصانة الشعب

تتهاوى ثقة الشعب بحاكمه فيصبح من السهل خلعه كما يخلع الرجل خاتمه من إصبعه يحدث هذا عندما يفقد الحاكم حصانة شعبه، المفارقة تتضح لنا على أرض الواقع القريب لولا حصانة الشعب للرئيس بشار الأسد والحب المتبادل معه لما بقيت سورية متماسكة.

حصانة الشعب لا تحتاج إلى قوات أمنية ولا لدعم خارجي، ها هو النظام التركي يتهالك اليوم رغم زيادة القبضة الأمنية على الشعب التركي، فكلما ازدادت خسائر جيشه؛ جراء نيران الجيش السوري يرتفع غضب الشارع التركي، فيزداد حجب حصانته عن أردوغان.

حصانة الشعب لا تحتاج لدعم أميركي، وإلا حمت الشاه بهلوي الذي مناه كارتر بالبقاء وتسليم ابنه من بعده. كان يرافق زوجته في البيت الأبيض، ويحيك خطة الإطاحة به في غرفته السرية، انتهى دوره الوظيفي. لكن جرت رياح إيران بما لا تشتهي سفن أميركا..

قد تذهب الحصانة مع رياح أيّ عاصفةٍ، مهما كانت خفيفة كما في لبنان، أهم أسبابها: عدم السماع لرأي الشعب وتحسس مواجعه، وتوزير غير الأكفاء، وتجاوز الرأي الرشيد لذوي الخبرة أو الاختصاص. وكذا تجاوز مَواطِنِ الفساد، وغض النظر عن فساد السياسيين..

اليوم تعيش بعض المجتمعات عيشة مجاميع الذباب، والصورة الأمثل لهذا المجتمع تتجسد في المجتمع الأميركي المتصهين، الموسوم بالماسونية، فالصهيونية العالمية انتزعت من حياتها مقاليد الإنسانية، التي تتشارك بها المجتمعات التي تعيش وفق مجتمعات النحل..

فكما يمكن للذباب أن يسلب صحة أي من البشر، مهما كانت قوته وجبروته، فإن جبروت وقوة أي مجتمع قابلة للتهالك، عندما تتمثل حياته عيشة مجاميع الذباب في العنصرية وقتل الأبرياء وبنائها على سفك الدم، قذارات اجتماعية كما النفايات بؤرة خصبة لموطن الذباب.

قد يسلب الذباب صحة أي امرئٍ بلدغة، كذا يمكن لذباب القيادة الأميركية سلب قوة أي مجتمع، حتى لو كانت داعمةً له وصولاً للغطرسة مثل الكيان الصهيوني.. رغم تبنيها له مذ كان فكرةً في الأذهان. كما حدث مع مجتمعات تضاربت مصالحها معه، كأفغانستان.

المجتمعات التي يقويها ذباب قادة، تظن أنها لا تتهاوى. لكن يمكنه أن يسلبها قوتها عندما ينتهي دور قادتها الوظيفي. فكما تسلب ذبابة صحة امرئ عندما تزرع تحت جلده جرثوماً أو ميكروباً، يمرضه ويودي بحياته تزرع الخونة بين من تدعمهم لتهلكهم وتتخلص منهم..

حصانة الشعب منحت جورج قرداحي قوةً فاقت قوة من يناصبونه العداء، رغم أنهم نصبوا أنفسهم زعماء على فئات ومجاميع اجتماعية يدّعون أنها شعبية، لكنها في حقيقة الأمر تنتمي عملياً لمجتمعات الذباب، ببساطة لأنها (تفرّخت) عنها صموده وشعبيته طغت عليهم.

في مجتمعات الذباب لا حصانة شعبية لحاكم، لذا ترى كلٌّ يحاول كسب جَمْعٍ لجهته، على حساب الآخر. هذا ما أودى بترامب، وهو ما يجعل توني بلينكن وزير الخارجية الأميركي يتمادى على ضيوفه الصينيين في أنكوراج في آلاسكا، مؤنباً بقوله إنهم لم يحترموا النظام القائم على القواعد العالمية (الأميركية). مجتمعات الذباب ستجعل العالم أكثر عنفاً.

فاحشة العدوان على سورية واحدة من نتاج مجتمع الذباب، لذا نجد المنتج الغربي الأميركي هو الإرهاب. أوباما أماط جزءاً من اللثام عن مجتمع الذباب الأميركي، عندما شرّع وجود الإرهابيين على الأرض السورية، وتدريبهم ليأتي ترامب فيمزق ما بقي منه كاشفاً الحقيقة.

نرى تغير المواقف السياسية بأطيافها الضبابية، وتجاذباتها اللحظية والبعيدة المدى، تتوارى في معظم الوقت خلف الأكمات؛ بقصد أو دون قصد.. ليزداد عدد الأموات الذين يسيرون على الأرض أكثر ممن يضمهم الثرى.. بفعل عبثية وتعطش الذباب من قادة المجتمعات..

هل نفهم صمت من في القبور أم علينا فهم صمت الأفواه التي أوكلت للعيون الجواحظ بيان حديثها.. تتوسم طريقاً للفرج.. بدل السعي نحو هجرة لا تتوازى مع حسن وفادة وضيافة صهاينةٍ ينالون جوازات سفرِ دول من المفترض أن تكون عربية.. ما يمنحها حق التملك والتحكم في مفاصل الحياة الاقتصادية، المحظورة على العرب..

إضاءات – شهناز صبحي فاكوش

آخر الأخبار
ارتفاع الدولار وحرائق الساحل تنعكس على الأسعار في الأسواق  ريادة الأعمال في قلب التغيير.. النساء دعامة المجتمع خفايا  ثوب الانفصال!   حملة تنظيف لشوارع الصنمين بعد 15 يوماً على تخصيص رقم خاص للشكاوى.. مواطنون لـ"الثورة": عزز الثقة بعمل مديريات محافظة دمشق بسبب الضياع المائي .. شح في مياه الشرب بدرعا معرض دمشق الدولي .. منصة شاملة تجمع التجارة بالصناعة والثقافة عودة بئر "دير بعلبة" للعمل شهر على اختطاف حمزة العمارين.. قلق متصاعد ومطالبات بالكشف عن مصيره الفرق تواصل السيطرة على آخر بؤر حرائق كسب بريف اللاذقية دراسة إعفاء الشاحنات ومركبات النقل من الرسوم  وتفعيل مركز انطلاق السيارات السورية مع لبنان السويداء بين شعارات "حق تقرير المصير" وخطر الارتماء في الحضن الإسرائيلي "معاً نبني سوريتنا" .. لقاء حواري يعيد رسم ملامح التكاتف المجتمعي في سوريا إحياء خط كركوك–بانياس.. خطوة استراتيجية نحو تكامل طاقي إقليمي  موجة حرائق جديدة تجتاح الغاب في عين الحمام جورين ناعور جورين  كنيسة "السيسنية" في ريف صافيتا.. أقدم الكنائس السورية على نهر الأبرش  مساهمات المجتمع المحلي.. دور مساند  في إطفاء لهيب الحرائق    معمل "الفيجة" أمام تحول جذري..  محمد الليكو لـ"الثورة": إنتاج 13 ألف عبوة في الساعة.. وحسومات تنافس... وسط تحديات كبيرة.. فرق الإطفاء تسيطر على معظم الحرائق في ريفي اللاذقية وحماة   إجماع عربي وإسلامي على إدانة تصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"