وسط ما تعانيه وتعيشه كرتنا من خيبات وإخفاقات توازياً مع التعلق بأمل جديد يضع كرة القدم السورية على الطريق الصحيح وسط هذه الحالة المحاطة بالكثير من الإخفاقات والقليل من الأمل لا بد من التأكيد على أن علاج أمراض ومشاكل كرتنا يبدأ بتشخيص وجعها الحقيقي والوقوف على واقعها ومستواها دون تجميل أو تحوير وهو ما سيُفضي إلى حقائق كثيرة أبرزها بُعد كرة القدم السورية وتأخرها عن نظيراتها إقليمياً وقارياً ودولياً بكلّ تأكيد.
ببساطة فإن كرتنا تفتقد للأساسيات وبالتالي فمن المستحيل أن يكون هناك أي إنجازات على المستوى المنظور لأن الإنجازات تحتاج للكثير من المقومات ولا يمكن أن تقوم على الصدف والطفرات.
الأسئلة التي سنطرحها تؤكد دقة ما نذهب إليه وعلى مسؤولي رياضتنا الإجابة عليها فهل نملك ملاعب تصلح لممارسة كرة القدم ؟،وهل نطبق نظام احتراف حقيقي؟ أم أننا لا زلنا نمارس الهواية بكلّ تفاصيلها باستثناء احتراف اللاعبين على الصعيد المالي الذي أرهق أنديتنا ودفع بمعظم مجالس إدارات هذه الأندية نحو الاستقالة في ظل العجز عن سداد ما يترتب عليها من التزامات فرضها قانون احتراف أعوج بحاجة للكثير من التعديلات ليكون مناسباً بالحد الأدنى لإمكانات أنديتنا المتواضعة، والتي تكاد تكون معدومة في كثير من الحالات!
كلّ ما سبق من تساؤلات يؤدي بنا إلى الحقيقة التي نحاول دائماً إنكارها وهي أن كرة القدم السورية تعيش في حالة احتضار منذ عقود وكلّ ما يتم العمل عليه هو إنعاش جسد هذه الكرة ببعض الوعود والشعارات التي تلعب على الوتر العاطفي دائماً في الوقت الذي تؤكد فيه كلّ الوقائع أن هذا الإنعاش ليس إلا استمراراً لحالة الاحتضار الكروي.
ما بين السطور -يامن الجاجة