ليس هو على هامش، كما يتم تداول هذه العبارة عندما تقام فعالية ما بالتزامن مع فعالية أخرى تكون هي الأساس، بل هو فعل جديد وحدث آخر يشكّل بالنسبة للبعض قيمة مضافة وحدث جديد يجذب إليه دور النشر والمؤلفين في حفلات توقيع نتاجهم الجديد في لقاء مباشر مع جمهورهم وعلى الأغلب هم من الأصدقاء.
ففي معرض الكتاب السوري واكبنا العديد من هذه الطقوس الثقافية التي تمثلت في حفلات التوقيع التي أعلنت الجهات الراعية لها عن إصداراتها الجديدة كوسيلة للترويج وتعريف القارئ بصاحب هذا المنتج أو ذاك.
ومهما تكن الآراء حول هذا الطقس الثقافي والتجاري في الآن نفسه، فهو يحرك المياه الراكدة فيما يخص الحراك في المشهد الثقافي وسط أجواء تحتضن الكتاب وتحتفي به.
وهذا يجعلنا نعيد النظر في شأن أفول زمن الكتاب الورقي، والابتعاد ما أمكن عن جلد الذات في أننا أمة اقرأ لا تقرأ، بل يجب أن ندرك أن القراءة والكتاب هي جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعوب، فكيف بشعب أهدى العالم أبجديته الأولى.
ربما هي فترات ومراحل ركود قد تعبر سريعة دون أن تترك آثارها السلبية، أو هو عقوق الكتابة يمارسها البعض فيهجرون الكتابة والكتاب ولكن لأجل مسمى، ليعودوا من جديد إلى صحبته ومؤانسته ومنحه الحياة والمكانة التي تليق به.
وهذا بالطبع مسؤولية اجتماعية كبيرة، يحمل مسؤوليتها جهات عديدة تبدأ من الأسرة مروراً بالمدرسة وتفعيل مكتباتها وصولاً إلى الجامعة والمؤسسات الثقافية كافة، لتكريس فعل القراءة بأشكاله كافة الورقي منه أو الاليكتروني، وتحويلها إلى طقس يومي ينهض بعقول أبنائنا وينمي ذائقتهم اللغوية ويعيد وشائح الصلة مع تراثهم وقيمهم، فالكتاب يضيف إلى الحياة حياة أخرى، فحياة واحدة لا تكفي لنهضة الشعوب وخصوصاً بعد الأزمات والحروب.
ويجب أن نعترف بأن حفلات توقيع الكتاب وإن كانت تحمل في مضمونها طابعاً تجارياً تسويقياً، فهي بلا شك شعاع جديد يطلق نوره في قلوب وعقول الجمهور المتعطش لكلّ ما هو جديد وعلى سوية عالية من الفكر والعلم والفائدة التي تدوم وتزهر في دروب الحياة الشاقة.
رؤية -فاتن أحمد دعبول