الثورة أون لاين- رشا سلوم:
من المعروف أن الإبداع أي إبداع إنما جذره الأول موهبة تظهر منذ الطفولة أو مراحل الشباب الأولى ولكن الموهبة إذا لم يتم الاهتمام بها ورعايتها تموت وتندثر..
وكم من موهبة إبداعية ماتت لأن أحداً لم يرعها ويهتم بها..
والموهبة الأدبية تحتاج إلى المزيد من الرعاية التي تعني القراءة والاطلاع على الآداب والثقافات العالمية كلها ليكون نسغ اللغة جديداً.
من هنا كان العرب القدماء يدعون من يريد أن يكون شاعراً أن يحفظ آلاف الأبيات الشعرية ثم ينساها لينسج على منوالها ويتجاوزها..
وفي العالم كله ثمة ما يشبه هذا.. اسماه المؤلف اميل فاغيه التنسيب الأدبي بكتاب مهم ترجمه إلى اللغة العربية الأستاذ حنا عبود وقد صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق.
يقول المترجم حنا عبود في مقدمة الكتاب لقد اختار المؤلف مصطلحاً لم يستخدم في الميدان الأدبي لا من قريب ولا من بعيد وهو التنسيب الأدبي أي الإعداد الأدبي المطلوب لتمكين المنتمي من ممارسة انتمائه على الشكل الأكمل.
ولهذا اختار ما يجب أن يعرف من الأدب حتى يكون المنتسب على علم بالإطار العام لهذا المحيط الكبير الذي اسمه الأدب.
وقد أدرج الفلسفة وألوان التفكير الأخرى كالسياسة والاجتماع من ضمن الأدب.
ولم يدخل علم النفس لكونه علماً وليداً في القرن التاسع عشر.
والكتاب كما يقول المترجم ليس مسحاً لكل أدب في العالم بل لما هو لازم حسب نظرة المؤلف لشروط الانتساب وهو ليس تلقيناً بل برنامج.
وقد اجتهد المؤلف أن يلخص الأثر الأدبي بتقديم بضع كلمات جوهرية تحمل مضمونه.
الملاحظ أنه بدأ منذ العصور القديمة أي من أدب اليونان إلى الغرب وعصوره وقدم معطيات حول الكتاب والمفكرين، ولم يتطرق إلى أي كاتب أو مبدع عربي.
الكتاب ربما مهم لكاتب غربي مبتديء وغير ذلك لا معنى لأي تنسيب بل يثبت نظرة الغرب القاصرة إلى الأدب العربي… يقع ب١٦٠ صفحة من القطع الكبير.