“آسيا تايمز”: سياسة بايدن الضعيفة تقلق حلفاء أميركا

الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:
حتى الآن لم يشعر أي من حلفاء واشنطن بالحاجة إلى الرد على الانهيارات الانتخابية التي عانى منها الرئيس جو بايدن هذا الأسبوع، لاسيما في ولاية فرجينيا، التي كان حزبه يسيطر عليها لكنه خسرها بعد ذلك.
عادة، لا يوجد سبب، لزعيم ألماني، للتعليق على تصويت في مدينة أمريكية متوسطة الحجم، لكن في هذه الحالة، من المحتمل أن تحتاج البرقيات المرسلة من سفارات الحلفاء الأجانب في واشنطن إلى معالجة هذا السؤال:
هل أخطأ بايدن لدرجة أنه في غضون ما يزيد قليلاً عن ثلاث سنوات، سيتم استبداله في انتخابات عام 2024 وإلغاء مبادراته في السياسة الخارجية من قبل رئيس شعبوي على غرار دونالد ترامب أو حتى من ترامب نفسه؟!.
بدأ الناخبون في التساؤل عما إذا كان بايدن على مستوى الرئاسة.
يتركز جزء من قلق الدول الحليفة على العادة المتزايدة لرؤساء الولايات المتحدة بتعليق المبادرات الأجنبية بدلاً من الحصول على إجماع سياسي أوسع. فإذا اعتقد الرئيس أنه لا يمكنه الحصول على موافقة على معاهدة من ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، كما هو مطلوب دستورياً، فإنه يمضي قدماً على أي حال ويطلق عليها شيئاً آخر.
على سبيل المثال، لم يتم تصنيف اتفاقية باريس للمناخ التي تم توقيعها مع عشرات الدول الأخرى في عام 2015، على أنها معاهدة بل “اتفاقية تنفيذية تلزم إدارة الرئيس باراك أوباما فقط” .
وينطبق الشيء نفسه على صفقة أوباما المعقدة بشأن الاتفاق النووي الإيراني، والمعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. ووصفها بأنها “اتفاقية غير ملزمة” تلزم الولايات المتحدة برفع العقوبات عن إيران إذا التزمت طهران بسلسلة إجراءات عدم انتشار الأسلحة النووية.
وعندما تولى ترامب السلطة بعد أوباما، ونظرا لأنه لم يتم التصديق على اتفاقية باريس ولا الاتفاق الإيراني في مجلس الشيوخ، فقد تخلى ترامب عن كل الاتفاقيتين بسهولة.
هذا العام، أعاد بايدن اتفاقية باريس بسرعة ويريد العودة إلى الاتفاق الإيراني، لكن ماذا سيحدث بعد عام 2024؟.
تُظهر سياسة أمريكا الخارجية المفاجئة حالة من عدم اليقين بين حلفاء الولايات المتحدة. وقد كتب ويليام هويل، عالم السياسة بجامعة شيكاغو: “الجمود المستشري والاستقطاب وانعدام الثقة الذي يميز سياساتنا الوطنية سيجعل القادة الأجانب يترددون قبل الدخول في اتفاقيات طويلة الأجل معنا”.
“أعتقد أن هناك نوعاً حقيقياً من القلق الكامن من أن عودة أمريكا قد تكون مؤقتة”، هذا ما قاله ماكس بيرجمان، الزميل في المركز اليساري للتقدم الأمريكي والمتخصص في العلاقات مع أوروبا، “الأوروبيون قلقون بعض الشيء من اتباع قيادة الولايات المتحدة”.
أصر بايدن على أن انتخابه العام الماضي يمثل عودة بلاده “الواضحة” إلى قيادة الشؤون العالمية، وفي قمتي مجموعة السبع وحلف الناتو الصيف الماضي، أعلن بتفاخر أن “أمريكا عادت”، وقد أدرك الحلفاء أنه كان يقصد أن مواقف ترامب الزئبقية و”أمريكا أولاً” قد تم دفعها بعيداً عن الكواليس.
لكن الدول الأوروبية مازالت متخوفة من عودة أشكال الشعبوية القومية لترامب، وهي أيديولوجية لها تاريخ في الولايات المتحدة يمتد إلى قرنين من الزمان، وقد تستمر في الواقع، كما قال محللون.
علق جيرارد أرو، السفير الفرنسي السابق لدى الولايات المتحدة بالقول: “بعد بايدن ربما يكون ترامب مرة أخرى”، “نحن الأوروبيين، علينا أن نتعلم الدفاع والتعامل مع مصالحنا بأنفسنا”.
منذ توليه منصبه، أصر بايدن على أن الولايات المتحدة يجب أن تظهر للعالم أن الديمقراطية يمكن أن تنجح، وعشية رحلته إلى أوروبا الأسبوع الماضي، لحضور قمة مجموعة العشرين ومؤتمر المناخ COP26، حث بايدن نواب الحزب الديمقراطي في الكونغرس على الموافقة على برامج بقيمة 550 مليار دولار لمكافحة تغير المناخ، وحذر من أن “بقية العالم يتساءل عما إذا كان بإمكاننا العمل”.
كان حلفاء الولايات المتحدة في الخارج مرتبكين بالفعل بسبب سلسلة من أخطاء سياسة بايدن الخارجية التي جعلتهم يتساءلون عن كفاءته، وانتقد شركاء الناتو بايدن بسبب الإخلاء الفوضوي للأمريكيين والأجانب الآخرين والمتعاونين الأفغان عندما سقطت كابول في أيدي طالبان.
كما أغضب فرنسا، أقدم حليف لواشنطن، من خلال الترتيب لتحالف جديد مناهض للصين مع بريطانيا وأستراليا، مما حرم باريس من صفقة بقيمة 100 مليار دولار مع كانبيرا، وبدت الشراكة السرية ازدراءً لأهمية القارة الأوروبية كشريك استراتيجي.
بالإضافة إلى عبور عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين الحدود الجنوبية للولايات المتحدة دون عوائق، فقام بايدن بتعيين نائبته كامالا هاريس لحل المشكلة، فسافرت إلى أمريكا الوسطى لإجراء محادثات حول التدفق، وعادت لتعلن أن الرحلة كانت ناجحة، ولم تتناول القضية مرة أحرى.

على الجانب الآخر من العالم، من غير الواضح ما إذا كانت الصين قلقة بشأن مشاكل صورة بايدن في الداخل، فبكين مقتنعة بأن الولايات المتحدة معادية بلا هوادة، بغض النظر عن هوية الرئيس.
ولمواجهة كل ذلك، يأمل بايدن في تجديد التحالفات الخاملة في الشرق الأقصى وإضافة الهند، لكن من المرجح أن يفكر الشركاء المحتملون مرتين قبل الانضمام إلى تحالف مناهض للصين مع إدارة أمريكية ضعيفة ومتذبذبة على الدوام.

المصدر: Asia Times

آخر الأخبار
ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق