الثورة أون لاين – راغب العطيه:
إنها لغة الدبلوماسية المدعومة بالقوة، والتي أبدعت فيها خلال السنوات الأخيرة كل من روسيا وإيران، فكان حضورهما السياسي والعسكري والتقني هو الطاغي على ما سواه على المستوى الإقليمي والدولي، بالرغم من أن الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها في أوروبا والناتو يبذلون كل ما يملكون من قوة كي يحافظون على هيمنة أميركية تآكلت من داخلها وأصبحت في خبر كان، وذلك نتيجة لصدأ السياسة التي تتبعها الإدارات الأميركية المتعاقبة.
ومن دعم سورية في حربها على الإرهاب، إلى رفض كل السياسات الغربية الخارجة على القانون الدولي تعمل روسيا وإيران ومعهما كل الدول المحبة للسلام ما بوسعها للحفاظ على هذا القانون الذي بدونه تصبح حياة المجتمع الدولي في خطر.
ومع تمسك هذه الدول بالوسائل السياسية والدبلوماسية والقانونية لتحقيق مصالحها ومصالح شعوبها، فهي لم تترك وسائل الردع والقوة، بل تستخدمها بحسب ما تمليها عليها مصالحها الاستراتيجية، وغالباً ما تكون المناورات العسكرية هي الرسائل المباشرة للطرف الآخر حتى لا يتمادى أكثر فأكثر في عنجهيته وأوهامه.
وعليه فقد جاءت مناورات حفظ السلام التي بدأتها قوات من دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي بقيادة روسيا في منطقة قازان بجمهورية تتارستان الروسية تحت عنوان “مناورات الأخوة 2021″، بعد يوم على إطلاق الجيش الإيراني المرحلةَ الأساسية من مناوراته البرمائية في المنطقة الجنوبية من إيران لتؤكد من جديد أن الإصبع دائما على الزناد، وأن الدبلوماسية وسياسة القوة والردع متلازمتان على الدوام دون تفريط بأي منهما.
وسجلت مجريات مناورات الجيش الإيراني اعتراض قواته لطائرات أمريكية مسيرة بعد اقترابها من منطقة تنفيذ المناورة المشتركة “ذو الفقار 1400”.
وبحسب اللجنة الإعلامية للمناورة أن طائرات أمريكية من دون طيار من طراز “إم كيو 9” و “ار كيو 4” دخلت منطقتي استطلاع الدفاع الجوي الإيراني حيث تم اعتراضها وإجبارها على تغيير مسارها.
وجاءت هذه المناورات التي ينفذها الجيش الإيراني في سواحل مكران جنوب شرق إيران بمشاركة وحدات المشاة والمدرعات والقوة البحرية والدفاع الجوي والقوة الجوية، والتي امتدت على مساحة تزيد عن مليون كيلومتر مربع شرق مضيق هرمز وبحر عمان وشمال المحيط الهندي بعد أيام من إعلان الحرس الثوري الإيراني أنه أحبط مؤخرًا محاولة أميركية لمصادرة ناقلة محمّلة بنفط إيراني في بحر عمان.
ودائما تعلن القوات المسلحة الإيرانية عن تحذيراتها لطائرات مسيّرة أميركية تقترب من المجال الجوي لمناوراتها العسكرية، كان آخرها في أيلول الماضي عندما قامت طائرة مسيّرة إيرانية باعتراض ثلاث طائرات أميركية ودفعتها للابتعاد عن أجواء المناورات التي كان يجريها الجيش الإيراني في جنوب البلاد.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه إيران أنها على استعداد لاستئناف محادثات فيينا لإلغاء الحظر بالشروط التي تراها مناسبة، فهي في الوقت نفسه في أتم الاستعداد لمواجهة أي طارئ على الصعيد العسكري.
بموزاة ذلك جاءت المناورات التي تقودها روسيا وتضم وحدات عسكرية من أرمينيا وبيلاروس وكازاخستان وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان لتؤكد جاهزية هذه الدول لمواجهة أي أخطار تتهددها بشكل جماعي.
وبحسب القائمين على هذه المناورات أنه سيتم إنشاء قوة متعددة المهام وقوة من الوحدات العسكرية للدول الست في أقصر وقت ممكن حيث ستستخدم نظام قيادة وتحكم واحد وتكون قادرة على التعامل بشكل سريع مع مجموعة المهام الكاملة من أجل محاربة الإرهاب الدولي وتسوية النزاعات إضافة إلى حماية المدنيين.
وليس ببعيد عن ساحة مناورات دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي كان أسطول البحر الأسود الروسي يجري مناورات على تغطية السفن الروسية في شبه جزيرة القرم من التعرض لضربة جوية من العدو المفترض.
وجاء في بيان للأسطول الروسي: أن فرقاطة “الأميرال إيسن” التابعة له، أجرت مناورات على تغطية السفن الروسية في شبه جزيرة القرم، مؤكداً أن التدريبات أخذت بالاعتبار المدمرة الأمريكية “بورتر” المسلحة بصواريخ كروز، وسفينة القيادة الأمريكية “ماونت ويتني” الموجودتين عند مدخل البحر الأسود.
