يلجأ بعض الآباء إلى الحرمان كعقوبة لتقويم سلوك سيىء أو تصرف خاطئ أو لمعالجة مشكلة دراسية كالتقصير أوضعف الدافعية الدراسية، كالحرمان من مصروف الجيب مثلاً دون أن يدركوا أن المصروف أمر ضروري في العملية التربوية لأنه يحضر الطفل للاستقلال وتحمل المسؤولية والنضج واتخاذ القرار وينمي الشعور بالمسؤولية، والحرمان منه سوف يجعل الأبناء يواجهون مشاعر سلبية وربما يقترضون من أصدقائهم أو يحاولون سرقة المال.
وفي محاولة لإعادة الانضباط للصفوف والهيبة للمعلم وللمدرسة ولجدوى العملية التعليمية ومن باب الحزم يحرم مدير المدرسة الطلاب من حضور حصتهم المدرسية في حال تأخرهم الصباحي ولو بعذر مقبول كصعوبة المواصلات وقد يطرد المعلم الطالب من الصف،عقوبة على محاولته التهريج وإثارة الفوضى أو بسبب إهماله وظائفه.
وأياً كان السبب فالحرمان ليس حلاً تربوياً ولايجدي ولايفيد، وكذلك أيضاً عقوبة تنظيف الباحة، والنظر لهؤلاء الطلاب بازدراء للتغلب على هذه المشكلة، وهنا تكمن أهمية وضرورة تفعيل دور المرشد وتطبيق برنامج الإرشاد المدرسي لرصد الظواهر السلبية عند الطلاب كالهروب من المدرسة وتخريب الممتلكات المدرسية وحالات العدوان وانخفاض القدرة على التحصيل الدراسي، وغيرها. ما يتطلب معالجتها بأساليب تربوية صحيحة ونافعة، من خلال التوجيه والإرشاد القائم على مبدأ الحوار والبعد عن النقد اللاذع والمتواصل والتقليل من شأنهم، وبالتالي بإمكاننا تحصينهم تجاه أي سلوك خاطئ.
عين المجتمع -رويدة سليمان