تربعت قضية اللاجئين والمهجرين السوريين الذين هُجروا بفعل الإرهاب المنظم وجرائمه، على عرش اهتمامات الدولة السورية واحتلت موقع الصدارة في سلم الأولويات التي لم تغب يوماً عن روزنامة الحلول والمساعي الوطنية رغم استعار الهجمات الدعائية العدائية، فعودة أبناء الوطن الذين تم تهجيرهم عنوة وقسراً إلى منازلهم وأراضيهم بعد تحريرها من التنظيمات الإرهابية كانت ولا تزال حاضرة بمسؤولية وطنية عليا في كل أجندات العمل السورية، تزامناً مع إعادة تأهيل المناطق المحررة، وإعادة بناء ما دمرته وخربته آلة الحرب الإرهابية، وتفعيل خدمات مؤسسات الدولة لتتولى مهام العمل والإنجاز، وصولاً لتدفق دماء التعافي في كل شرايين الحياة وعودتها لسابق عهدها الحضاري المتوهج.
ففي كل مرة كان الجيش العربي السوري يحرر منطقة ويعيدها إلى كنف السيادة الوطنية بعد دحر الفصائل الإرهابية عنها ويسورها بالأمان، كانت الدولة السورية توجه دعواتها المفتوحة لعودة أهاليها إلى بيوتهم وممتلكاتهم ليقوموا بواجبهم الوطني الرديف والمكمل لعمل مؤسسات الدولة بإعادة إعمار ما تم استهدافه وتدميره بفعل الارهاب.
إلا أن الدول الداعمة والمشغلة للإرهاب الضالعة بمآسي السوريين وعذابات تهجيرهم ومعاناتهم ظلت تعرقل عودتهم وتضع المفخخات أمام كل الجهود الوطنية الخلاقة والمساعي الحثيثة الرامية لتسهيل عودتهم إلى وطنهم ،
فالتعطيل المتعمد لعودة اللاجئين من قبل دول محور العدوان جلي وواضح منذ البداية، والمآرب غير خفية رغم التعتيم الخبيث والاحتيال الممارسين، فقضية اللاجئين بالنسبة لقوى العدوان أوراق مساومات سياسية حين تعجزهم إنجازات الميدان السوري، عدا كونها وسيلة لتدخلهم السافر في الشؤون السورية وذريعة وقحة لضخ الأكاذيب وتلفيق التهم الباطلة التي لطالما استخدموها للاستثمار السياسي ووظفوها لتسويغ ما لا يسوغ من جرائم حرب ارتكبوها بحق الشعب السوري .
فاللعب على حبال التضليل والخداع وتشويه الحقائق، والاتجار بالدواعي الانسانية واستغلال قضية اللاجئين في المحافل الدولية ملازمة لكل أفعال محور الشر العالمي، كذلك الاتجار الوضيع بما يسمى المساعدات الإنسانية للاجئين كان على الدوام طقساَ من طقوس دجل عتاة الإرهاب الدولي يمارسونه على مسرح المزايدات الإنسانية .
انعقاد مؤتمر اللاجئين الثالث اليوم بالتعاون بين الهيئتين الوزاريتين السورية والروسية يحمل في مضامينه معاني مهمة جداً ومدلولات قوية، اذ تسحب الدولة السورية من خلاله بساط الذرائع الكاذبة من تحت من يتاجرون للحظة الراهنة بمعاناة الشعب السوري ويستثمرون بعذابات اللاجئين، وتقفل بوابات الإتجار الغربي بقضيتهم، وذلك بتوجيه رسائلها الحازمة المباشرة بأن قضية اللاجئين وطنية بامتياز، وأنها لا تغيب رغم كلّ الظروف القاسية والصعبة عن روزنامة العمل السورية و أجندات الحلول، فتخفيف معاناة اللاجئين والسعي الكبير لضمان عودتهم واستقرارهم بوطنهم الذين هُجروا عنه بفعل جرائم الإرهاب هو أولوية تتصدر البرامج الوطنية.
فالدولة السورية في عقدها للمؤتمر الدولي للاجئين في دمشق تقطع حبال الإتجار الغربي الأميركي بقضية اللاجئين، وتفتح ذراعيها لاستقبال أبنائها ليعودوا لوطنهم الأم ويساهموا بإعادة إعماره ، وتوكل لمؤسساتها الوطنية القيام بكل ما يلزم لتمكينهم من الاستقرار، مغلقة كل الأبواب أمام الطروحات الملغومة التي تسعى لمنع السوريين من طي صفحات الإرهاب لتمرير الأجندات الاستعمارية.
حدث وتعليق – لميس عودة