بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
كل العالم، بما فيه منظماته الدولية كالأمم المتحدة، يحذر أميركا من أن سياستها الكارثية بعد انسحابها من أفغانستان وخلطها الأوراق هناك سيؤدي إلى تفجير الأوضاع الأمنية في منطقة شرق آسيا وعموم العالم، لأن الإرهاب سينتقل إلى الدول المجاورة لأفغانستان وصولاً إلى عمق أوراسيا وغرب أوروبا، وواشنطن تغمض عيونها.
كل العالم يحذر من ذلك إلا أن واشنطن لا تصغي إلى صوت الحكمة والعقل، بل تزيد الأوضاع تفجراً، وتسعى بكل ثقلها وجهودها لتعميم الفوضى الهدامة التي تظن أنها تخدم سياساتها وأطماعها الجشعة.
كل العالم، بما فيه منظمة الأمم المتحدة، يحذر من انتشار ليس النشاط الإرهابي فقط بل المخدرات أيضاً، انطلاقاٌ من أفغانستان إلى الدول المجاورة، على قاعدة أن استمرار تدهور الوضع الاقتصادي في أفغانستان سيعزز تدفق المخدرات والأسلحة كما سيساهم في نشر الإرهاب، وكل العواصم تدعو إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار هذه الآفة لما لها من آثار سلبية قاتلة على المجتمعات، إلا واشنطن تسير عكس التيار، وربما تساعد “طالبان” وسواها في هذه التجارة وتشاركها الغنائم.
كل العالم يحذر الغرب من العواقب السلبية على تبدل المناخ بسبب سياساته الاقتصادية الجشعة، ونفث مصانعه الضخمة للكربون، وهذا الغرب يغمض عينيه عن تلك التحذيرات أولاً، وعن انبعاث الكربون وكوارثه تالياً، بسبب أطماعه وجشعه، والسؤال إلى متى ستبقى أميركا وقاطراتها الغربيات يسيرون عكس التيار العالمي؟.