الملحق الثقافي:أنور الخطيب *
في لحظاتِ الحِصارْ
يلجأُ الشاعرُ للسجعِ المملِّ
يرقصُ للحياةِ بلا حياء
يرفعُ امرأة لغيمةٍ تحتَ الرداء،
ليسَ للعُري شأنٌ في التفاسيرِ اللئيمة
الشاعرُ مؤمنٌ وتقيّ
منشغلٌ بفكرةِ التحنيط..
يرفضُ الانتحارْ..
يحتسي زجاجةٍ من نبيذِ الفراغِ
كأسينِ من فودكا المتاهة
يبكي على نهدِ النهارْ
يدورُ حولَ كلامٍ أجوفٍ
مُصادرٍ من الأخبارْ
هو السّجعُ المقيتُ .. يلاحقهُ
من زاويةٍ في ملهى المعلّقاتِ
إلى زاويةٍ لغِلمانِ الحداثة..
من دفٍ مدوزنٍ على خصرِ جاريةٍ
إلى سيفٍ يهمّ بذبحِ التشابيه
فراراً من تهمةِ التناص
الشاعرُ في عزلتهْ
أكثر من غزالٍ بقرنينِ مرتدّين
ينشرُ الشكّ في صهيلِ الفصول..
الشاعرُ في محصّلةِ التفاسير
في جلساتِ الفتنةِ .. غولْ!..
هكذا..
يراهُ الخائفونَ من السباحةِ في البيان..
حاملوا الغنجِ في عباءةِ الصولجان،
الشاعرُ، عند اكتمالِ الحماقةِ
ليسَ لهذا الزمان
ولا بدَّ من صلبهِ ونفيهِ
كي يُصَفّى الهواءُ من الكلامِ
فلا تلوموا شاعراً..
يبلّلُ الريشةَ بالنبيذِ ليكتب النسيان،
يبحثُ كالوليدِ بين ثدييّ امرأةٍ
عن السلام..
ليستلذّ بالحطام..
* شاعر وروائي من فلسطين
التاريخ: الثلاثاء23-11-2021
رقم العدد :1073