لاشك أن سورية نجحت بعد الحرب العدوانية الكبيرة عليها من تخطي الصعاب والأزمات التي واجهتها واستعادت مكانتها الحضارية والثقافية، فهي لم تتوقف يوماً واحداً عن تقديم كل صنوف الحياة متحدية إرهابهم وفكرهم المغمس بالجهل والكراهية لتنتصر إرادة العمل والحياة.
ليس الكلام إنشائياً فالقاصي والداني يعلم أن ما قدمته سورية ربما يعجز عنه الكثير من الدول الكبرى، لاسيما وأن العالم برمته يدرك ماذا فعلوا وخططوا تجاه الثقافة السورية لكنهم لم يستطيعوا كسرها أو تحييدها، بل على العكس أسس السوريون لمشهد ثقافي جديد، يعكس حضارة سورية وتراثها العظيم.
اليوم نحتفي بأيام الثقافة التي تمتد شرايينها في كل المحافظات السورية، وهناك الكثير من العبر التي يمكن استخلاصها في طالعها أن السوريين هم من غرسوا في أرض الحياة الفعل والعمل، ولونوا تاريخ الحضارة بألف إبداع وإبداع، وثانيها أن سورية لم تعرف يوماً السكينة فأبناؤها كخلية نحل يواظبون الليل مع النهار في سبيل هذا الحراك المجدد للثقافة والتي لا تستطيع أن تقوم به إلا عقول نيّرة.
نعم، تلك الأيام مترعة بالحب والإلفة، وكلها تغني وتزيد من حرارة المشهد، فالسوريون يستقبلون أيامهم مزهوين بما أنجزوه من صمود وانتصارات وقدرة على الفعل والعطاء.
من دمشق أقدم عاصمة مأهولة، شمس الحياة، صاحبة الكلمة الثابتة على المبادئ والقيم، والتي تنتصر للكرامة والعدالة بدأت فعاليات أيامنا الثقافية، متضمنة الأمسيات والمعارض والندوات لنؤكد من خلالها أن سورية الحضارة والثقافة آلاف من سنين العطاء، وأن المسيرة لا تزال مستمرة نبضاً إنسانياً وحضارياً، كيف لا .. وسورية اليوم هي الماضي الذي زها، والحاضر الذي انتصر والغد الذي يطل على العالم بروعة العطاء.
رؤية – عمار النعمة