الثورة- ترجمة غادة سلامة:
مع انتشار موجة جديدة من عدوى كورونا كوفيد19 في أوروبا، تتزايد المعارضة الشعبية لتدابير الصحة العامة التي تفرضها الحكومات الغربية خاصة في فترة الأعياد، ففي النمسا متظاهرون يحرقون أقنعة الوجه خلال مظاهرة ضد إغلاق النمسا بسبب فيروس كورونا في فيينا يوم السبت الفائت.
وفي العاصمة فيينا لم يكن دانيال زيمان قادرًا على بيع أي من مشروباته الكحولية المصنوعة يدويًا من التفاح والزنجبيل العام الماضي خلال موسم عيد الميلاد، لأن النمسا إلى جانب بقية أوروبا، كانت في وضع الإغلاق.
لقد فتح منصته أخيرًا قبل أربعة أيام واستبشر خيرا هذا العام لتعلن الحكومة النمساوية أن الأحد سيكون اليوم الأخير. لأن النمسا ستغلق أبوابها وتبدأ مرحلة الحظر، في الوقت الذي كان فيه الأشخاص الذين تم تطعيمهم يتطلعون إلى العودة إلى طقوس العطلات التقليدية. لقد كان القرار بمثابة ضربة أغضبت البعض وأحبطت الجميع تقريبًا.
وتشهد أوروبا موجة رابعة خطيرة من فيروس كورونا، مع ارتفاع معدلات الإصابة. في حين أن النمسا قد تكون أول دولة أوروبية تستجيب بإغلاق على مستوى البلاد، وقد لا تكون الأخيرة. هذا الاحتمال وراد، إلى جانب تفويضات اللقاحات الصارمة بشكل متزايد، ما يثير ردود فعل عنيفة هنا وهناك وفي أماكن كثيرة، من النمسا التي تشهد مظاهرات حاشدة في فيينا . أما المظاهرات الأكثر اكتظاظا وشغبا في أوروبا فقد كانت في بروكسل ومدينة روتردام الهولندية خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث تخللها في بعض الأحيان أعمال عنف.
لكن قد يشعر القادة الأوروبيون أنه ليس لديهم خيار سوى القليل، على الرغم من انتشار اللقاحات التي تم اعتبارها قبل عام وسيلة للخروج من الوباء. لقد أعلنت النمسا، أنه تم تطعيم 66 في المئة من السكان بشكل كامل، وتم تسجيل أكثر من 14000 حالة إصابة جديدة بالفيروس في غضون 24 ساعة خلال الأسبوع الماضي، وكان متوسط الإصابات في هولندا أكثر من 20000، بينما شهدت ألمانيا ضعف هذا الرقم تقريبًا.
أما زينة عيد الميلاد في السوق في سالزبورغ، النمسا، فهي تظهر العد التنازلي للإغلاق الوطني.
وجاء قرار المسؤولين النمساويين بفرض الإغلاق الذي سيستمر 10 أيام على الأقل وربما يصل إلى 20 يومًا وذلك بعد أشهر من المحاولات المتعثرة لوقف العدوى من خلال اختبارات واسعة النطاق وقيود جزئية، وستتوقف الحياة العامة في البلاد، حيث يُسمح للأشخاص بمغادرة منازلهم فقط للذهاب إلى العمل أو لشراء البقالة أو الأدوية. ويغذي حزب الحرية اليميني المتطرف معارضة الإغلاق واللقاحات جزئيًا، والذي استخدم منصته في البرلمان النمساوي لنشر الشكوك حول فعالية اللقاحات والترويج “للإيفرمكتين”، وهو دواء يستخدم عادةً في علاج الديدان الطفيلية التي فشلت مرارًا وتكرارًا ضد فيروس كورونا في التجارب السريرية.
لكن الغضب لا يقتصر على نشطاء اليمين المتطرف، كما تشهد على ذلك الحشود التي ملأت شوارع فيينا بداية هذا الأسبوع. وقدرت الشرطة عدد المتظاهرين بـ 40 ألفًا . وقد رفع العديد من المتظاهرين لافتات تقارن الحكومة النمساوية الحالية بالنازيين أو تروج لنظريات المؤامرة العنصرية.
وتعاني ألمانيا من نفس الوضع، ومن فراغ في السلطة منذ الانتخابات التي أجريت في أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي، والتي جعلت المستشارة أنجيلا ميركل في منصب مؤقت.
بقلم: ميليسا ايدي