الثورة – علاء الدين محمد:
كم هو مؤلم أن نتحدث عن رحيل شخصية مثقفة وفاعلة ، ومبدع بكل ما تحمله الكلمة من بهاء المعاني ودلالاتها ، شخصية أخلصت لأمتها كما أخلصت لشعرها وأدبها فغدت حاضرة في فكر وأدب الأجيال والباحثين عن صدق الكلمة ونقاء المعنى ، كما حاضرة في الدراسات الأكاديمية والبحثية . هذا ما قاله رئيس اتحاد الكتاب العرب د. محمد الحوراني في العدد الخاص بالموقف الأدبي احتفاء بالراحل فايز خضور .
عدد خاص جمع بين قامات فكرية وثقافية توحدت قلوبهم على الحب والكلمة الصادقة النابعة من الوجدان لتكون في هذا العدد الخاص بالموقف الأدبي بمثابة شهادة أو اعتراف بالجميل لرجل ترك إرثا إبداعيا تتغنى به الأجيال القادمة ..
العدد ضم العديد من الكتاب والشعراء …منهم الشاعر شوقي بغدادي الذي أعرب عن رأيه في تجربة الراحل الإبداعية حيث قال : أسرتني مواهبه سواء في اختيار الموضوعات أو في التعبير عنها لغويا ، لقد كان أسلوبه دوما مبهرا سواء في المفردات التي يختارها أو الأسلوب المجاني الماهر الذي يحسن استخدام اللغة والأفكار في تعابيره ، وفي ِ ثمار الجليد ِ أول ما لفت نظري هو التضاد في تركيب العنوان بين هاتين الكلمتين ثمار والجليد.. فإذا بي أمام عنوان مبهر حقا في اختياره كومة تضيء المزايا الفكرية واللغوية للمجموعة ِ الجليد ظاهرة طبيعية لا تثمر .. والثمار تعني الأفكار التي تختبئ وراء الجليد .
أما الأدبية فلك حصرية قالت : لأنك شاعر يا فايز… فأنت باق في أبجديات العشق ..ولأن في شعرك مروج الآمال والآلام ، واحات الفرح القادم على صلوات الربيع دائم الخضرة والجمال ، والمربع في كبد الأفق وردة جورية نارية اللون والعاطفة ، وكيف لا تكون دنيا وما من عالم إلا والنغم وجهه الخيالي ، البعيد ، الرائع وقد توشحه أغان لمرام يفترش المستحيل ، ويفتن العقل والفكر ، وتزدحم به خوابي النشوة وطيور الفتنة .
بينما الشاعر المبدع حيان محمد الحسن احتفى فيه بقصيدة أسماها – ماغوط الزمان – فقال :
عرفتك أخضر الكلمات خضرا
ولاصبر لدي على الأغاني
ظننتك خالد جدا كفكر
تلبس فكر ماغوط الزمان
وها قد حام طير الموت حرا
فيا خضورها نم في المواني
وداعا يا رفيع القدر شعري
يقصر عن مداك الشعشعان
وضم العدد شخصيات عديدة تناولت جوانب متنوعة في إبداعات الشاعر فايز خضور مثل د. سعد الدين كليب الذي تحدث عن التجريب والتراسل الجمالي في شعره .. والدكتور نزار بريك هنيدي تناول قصيدة التجربة الشخصية والدكتور وجيه فانوس تناول الصورة الإبداعية في شعره بين أبو تمام وسعيد عقل .
السابق