الثورة – ريم صالح:
في ضوء التقارير التي تتحدث عن تحضيرات تجري على قدم وساق لعقد قمة ثنائية روسية أمريكية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي جو بايدن، والتي قد تكون عبر جسر تلفزيوني، لنا أن نسأل، إلى أي مدى يمكن أن نعول على الإدارة الأمريكية الحالية؟، وما الذي يمكن أن نتوقعه منها خلال الأيام، أو الأسابيع، أو ربما الأشهر القادمة؟.
هل ستفي أمريكا بتعهداتها والتزاماتها حقاً أمام الجانب الروسي حول الأمان والسلام العالمي، والحد من التسلح النووي، والإتجار بالبشر وبمعاناتهم، وخفض التوتر والجنوح إلى الحلول السلمية، وإقصاء خيارات العسكرة الكارثية؟، أم أنها كعادتها، وكما يقول المثل: كلام الأمريكي سياسياً يمحوه الميدان، وتعريه التجربة، ويفضحه الفعل، بأن الوعد الأمريكي يبقى هوليودياً بامتياز، ولا صحة له على أرض الواقع ؟.
16حزيران عام 2021 عقدت أول قمة في جنيف السويسرية بين بوتين وبايدن، ورغم أن الرئيس السادس والأربعين لأمريكا أكد خلال هذه القمة على أهمية اللقاء المباشر مع نظيره الروسي لمحاولة خفض التوتر بين البلدين، إلا أن ما حدث على الأرض مغاير تماماً لما تفوه به بايدن على المنابر الإعلامية، وأمام العدسات التلفزيونية.
أمريكا بايدن قد زادت من تدخلاتها في أرجاء المعمورة بأسرها، ليس هذا فحسب، بل عملت على تأجيج حالة التوتر مع موسكو، وأيضاً حالة اللا استقرار في البحر الأسود، والصين، وأوكرانيا، وكوريا الديمقراطية، وفنزويلا، وسورية، ولبنان، واليمن، وفلسطين المحتلة.
وبحسب مراقبين فإن سياسة بايدن لم تشكل تراجعاً جذرياً عن سنوات الرئيس السابق دونالد ترامب، كما كان يظن البعض، حيث اتخذ بايدن موقفاً أكثر تشدداً تجاه روسيا من سلفه، وإلى ذلك فرض عقوبات مصرفية جديدة قد يكون لها عواقب كبيرة إذا تم التشدد فيها، وفي عهده أيضاً دخل وفد من وزارة الخارجية الأمريكية في مشادة كلامية مع وفد صيني حول شماعة ما يسمى انتهاكات حقوق الإنسان التي تتخذها واشنطن حجة لحشر أنفها المزكوم بالفضائح في شؤون الدول السيادية، دون أن ننسى الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، والتي لا تزال قائمة إلى يومنا هذا، صحيح أن ترامب وفق مراقبين قد جعل سلاح الرسوم الجمركية أداة أكثر شيوعاً، إلا أن المؤكد لنا جميعاً أن هذا السلاح يبدو أن بايدن متردد في التخلي عنه إلى الآن.
عدم الثقة ببايدن، وبوعوده، وتصرفاته، لا تقتصر على المجال الدولي والعالمي، وإنما امتد أيضاً إلى الداخل الأمريكي، الذي ازداد حنقاً من تصريحات رئيسه، وفي مقدمتهم الصحفيين، الذين لمسوا إهانتهم بشكل مباشر من بايدن، عندما تعمد التشكيك في مستوى ذكائهم خلال تفسيره لسبب ارتفاع الأسعار في بلاده في مؤتمر صحفي في 7/11/2021.
مراسلو “فوكس نيوز” بعد هذه الحادثة نشروا مقالاً بعنوان: “يبدو أن بايدن يسخر من الأمريكيين”.
الأمر الذي أثار ضجة واسعة أمريكياً أماطت اللثام مجدداً عن حالة الانشقاق السياسي بين الحزبين الأمريكيين الديمقراطي، والجمهوري، والذي تبلور في تعليق أحد الأشخاص بالقول: بالطبع نحن نتعرض للتنمر! يعتقد الحزب الديمقراطي بأكمله أن الشعب الأمريكي ليس ذكياً بما يكفي لاتخاذ قراراته”، مضيفاً “إنه محق في شيء ما وضعناه في البيت الأبيض”