تؤكد التصريحات الأميركية التي أعقبت مباحثات لافروف – بلينكن في ستوكهولهم على هامش اجتماعات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أن الولايات المتحدة ما تزال بعيدة كلّ البعد عن مقاربة الواقع على الأرض بشكل شفاف وموضوعي، بل على العكس من ذلك تماماً، فإن سلوكها التصعيدي، لا يزال يعكس مدى الكذب والخداع والسُعار نحو التصعيد والخراب والفوضى.
في حقيقة الأمر، فإن الهستيريا الأميركية للعبث بحوامل المشهد المحلي والإقليمي والدولي، تُعزى إلى الإخفاقات والهزائم الكثيرة والكبيرة التي منيت بها قوى الاستعمار والاحتلال الأميركي والغربي في المنطقة والعالم، والتي دفعت بالعقل الأميركي إلى خيار وقرار التصعيد هروباً للأمام وتجنباً لانهيار الإمبراطورية العظمى، لاسيما بعد سقوط وانهيار مشروعها الاحتلالي والاستعماري في سورية.
واشنطن تواصل المراوغة والكذب والخداع، والأخطر من ذلك أنها تهرول مُسرعةً نحو جر العالم إلى حرب كارثية سوف تلتهمها أولاً، في توازع ملفت للأدوار بينها وبين حلفائها وشركائها وأدواتها في الإرهاب، وهو ما يشرع الأبواب – التي لم تغلق اصلاً – على كل الخيارات والاحتمالات على مواجهة عالمية شاملة قد تكون نهاياتها مأساوية.
جلبة وصخب الجنون الأميركي بات يسمع في كلّ مكان، لكن الأهم أنه يتوجب على الولايات المتحدة أن تعلم جيداً أن تكاليف وأثمان ذلك الجنون سوف تكون باهظة جداً، وقد لا تقدر على دفع فاتورته حالياً، لاسيما وأنها دخلت وبحسب الكثير من السياسيين في مرحلة الاحتضار الاستراتيجي الذي انعكس تخبطاً وعجزاً وجنوناً على سلوكها وسياساتها خلال الأيام والاسابيع الماضية.
فؤاد الوادي