الملحق الثقافي:شفيق الكمالي:
شفيق بن عبد الجبار بن قدوري الكمالي (1929 – 1984)
ولد في مدينة البوكمال السورية، على الحدود مع العراق، وعاش هناك سنينه الأولى ثم انتقل إلى بغداد
أكمل دراسته الابتدائية فالثانوية هناك، تخرج في كلية الآداب في جامعة بغداد،
حصل على درجة الماجستير من كلية الآداب في جامعة القاهرة، وبسبب نشاطه السياسي المناهض للنظام
الملكي في العراق، فُصل من عمله وسُجن حتى إعلان الجمهورية العراقية، وبسبب خلافات سياسية تنقّل بعد
ذلك بين سورية ومصر، وبعد تولّي حزب البعث العراقي السلطة عاد وعين في وزارة الإرشاد. تولّى عدداً من
المناصب الوزارية في العراق مثل وزارة الإعلام ووزارة الشباب، وترأس اتحادات أدبية على مستوى العراق والعالم العربي، وأسس دار «آفاق عربية»، توفي في 1984 في العراق.
وحين يذكر إبداعه.. نذكر قصيدته الشهيرة عن دمشق
قبلت مروان في عينيك و الحَكَما ** وصُغْتُ فيك تباريح الهوى نغما
نديةٌ من شواطي دجلةٍ لُجمي ** مستشرفات سهول الشام والأكما
خيلُ المثنى جموحٌ في مفارقها ** من عرس ذي قار حتى اليوم ما شَكِما
تسابق الريحَ لو تسطيعُ منفلتاً ** من القوادم طارت نحوها قُدُما
يا شامُ ليس الذي يأتيك مؤتزراً ** بالحب مثل الذي يأتيك مغتنما
شتان بين خضمٍ هادرٍ لجِبِ ** يُعطي وبين غديرٍ يرتجي دِيَما
وبين طالب قُربٍ واهبٍ دمه ** مهْراً وبين الذي أزجى الكلام، وما
يا شامُ طال النوى حتى تهيّمني ** كونٌ من الشوق ضارٍ في الحشا احتدما
حملتُ غيمَ حنينٍ مسكرٍ بدمي ** حتى إذا مرّ فوق الغوطتين هَمَى
لا يعرفُ الشوقَ إلاّ من يكابدُهُ ** ولا الصبابةَ إلاّ من بها اضطرما
يا ضِفتَي بردى كم حالَ بينكما ** لونُ المياه وما أنكرتُ صفوكُما
يا ضفتي بردى بيني وبينكما ** خيطٌ إذا انْبَتّ أدمى خافقي ألما
أخشى عليه كما أخشى على ولَدي** والصدقُ في العشق حالٌ تورثُ السَقَما
يا ضفتي بردى تجري بأوردتي ** أمواجُهُ كلما فاضت نزفتُ دما
ألزمت نفسي عشق الشام لا كدرٌ ** يصدُّني..لا.. ولا عايشتُه بَرِما
يا ضفتي بردى لست المساوم في ** حبّي، وكم أورثتني جرأتي تُهَما
عايشتُ ظلّكما عُمْراً ففَيّأني ** وألهبتْ كلَّ شمس هامتي ضرَما
حاليْن.. حالُ رضىً أصفو وتُدركني** حالٌ تحيلُ هدوء الرُّوح مضطرما
تاللهِ ما رَفَّ في صدري رفيفُ هوى ** إلاّ وكان جناحاهُ صدىً لكُما
لئن تحملتٌ في النعمى أريجَ هوى ** لقد تحملتُ في البؤسى أريجَ دمَا
** – ** – **
المجدُ يا جلقَ الأمجادِ ما فُطِما ** ما دام صدرُك ثراً يُرضِعُ الشمما
والكبرياءُ بغير الشام ما غُرسَت** والشِّعر إلاّ لوجه الله ما نُظِما
أستغفر الله في بغداد دوحته ** يا توأمينِ شموخَ العِزةِ اقتسما
يا جلّق المجدِ لو وفّى الكلامُ هوى** إذن جعلتُ وريدي خافقي كَلِما
للحاملِ الهَمِّ لا تٌثنيه نازِلةٌ ** من النوازل عن حقٍّ لنا هُضما
لجيشكِ الحُرّ بل جيشي أصول به ** للشعب شعبي لأزكي العاملين حِمَى
يا زهوَ كلّ شُموسِ العربِ ما سطعت** وغَيظَ كلّ إباءِ العُرب ما كُظِما
عجيبةٌ أنتِ بدْء الدهرِ مولدِها ** ولم تزل غضّ والدهرُ قد هرِما
التاريخ: الثلاثاء7-12-2021
رقم العدد :1075