الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
بعد اختتام ما يسمى بقمة الديمقراطية المزعومة التي نظمتها إدارة بايدن، كانت ردود الفعل شديدة البرودة بشكل عام، ولا تزال هناك أصوات متصاعدة من وسائل الإعلام الأمريكية تشكك في فعالية القمة وسط الأزمة المحلية، وكشف طبيعة تجمع البلدان التي تمت دعوتها للقمة، وحتى ردود الفعل العنيفة من دول كثيرة حضر قادتها هذه القمة.
قال الخبراء إن البرودة والسخرية التي واجهتها القمة أظهرت فشل الولايات المتحدة في توحيد الحلفاء الأيديولوجيين والشركاء، حيث يعتقد المجتمع الدولي أن واشنطن لا يمكنها تنظيف الفوضى الداخلية أو جلب الخير للعالم، مشيرين إلى أن التقدم الديمقراطي الذي يقدمه المشاركون يظهر أن القمة نفسها لا يمكنها الهروب من الحديث الفارغ والحسابات الجيوسياسية الأمريكية.
ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن كلمة افتتاحية للقمة الافتراضية، والتي تعد جزءاً من وعود حملته الانتخابية وتتسق مع اللعب المعتاد للرئيس لبطاقة الأيديولوجية أمام المؤيدين بينما ينفر المعارضين. وقال بايدن أن هذه القمة “لتقوية الديمقراطيات الخاصة بنا والتصدي للاستبداد”، وذلك وسط شكوك متزايدة بشأن المعايير الأمريكية للحضور، حيث لم تكن المجر العضو في الاتحاد الأوروبي من بين المدعوين.
حتى صحيفة نيويورك تايمز كان عليها أن تعترف بأن الديمقراطية الأمريكية قد أصابت رقعة صعبة. وبينما قد تكون إدارة بايدن قد نظرت إلى تعزيز الديمقراطية على أنها طريقة سهلة لتوطيد التحالفات والشراكات، فقد أصبح الحدث “محوراً للنقد من جميع أنحاء العالم” ومن النشطاء المحليين” القلقين بشأن الانقسامات داخل النظام الديمقراطي الأمريكي، “للتحايل على ذكر أحداث الشغب في الكابيتول الأمريكي”.
وقد نشرت المزيد من وسائل الإعلام الأمريكية بما في ذلك الواشنطن بوست و PBS و NPR مقالات تشكك في ما يمكن لهذه القمة أن تنتجه للولايات المتحدة والعالم.
كما غردت “كارين عطية”، كاتبة عمود في صحيفة واشنطن بوست، أنه عشية قمة بايدن “الديمقراطية”، تريد الإدارة بيع المزيد من الأسلحة إلى الحكومات التي تحارب “المعارضين”، مستشهدة بمبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية.
وعلى الرغم من دعوة بعض القادة الأوروبيين لحضور الجلسة المغلقة لقمة الديمقراطية، إلا أن وسائل الإعلام التي تتخذ من أوروبا مقراً لها لم تقدم تغطية رفيعة المستوى، ومعظم التقارير كانت تشير إلى أزمة الديمقراطية الأمريكية.
قالت “دويتشه فيله “، وهي إذاعة صوت ألمانيا، إن إدارة بايدن لديها تل شديد الانحدار لتسلقه، والكثير لتتعلمه بالنظر إلى التحديات الأخيرة للديمقراطية في الداخل. وخلال التغطية العالمية للقمة تم الاستشهاد بالهجوم المميت لمبنى الكابيتول الأمريكي في هذا التقرير.
نقلت المنصة الإخبارية عن جيمس لاموند، مدير برنامج المرونة الديمقراطية في مركز تحليل السياسة الأوروبية، طرح سؤالين لتقييم نتيجة القمة: هل ستتوصل الدول والمشاركون إلى التزامات محددة؟، وهل هذه الالتزامات ذات مغزى؟.
كما صرح سون تشنغهاو، الزميل المساعد في مركز الأمن الدولي والاستراتيجية بجامعة تسينغهوا، لصحيفة غلوبال تايمز أنه من الصعب على القمة أن تسفر عن أي نتائج مثمرة لأنها ليست سوى عرض سياسي للولايات المتحدة للتهكم على “ديمقراطيتها”، ومع ذلك، يعد هذا توقيتاً سيئاً نظراً لتعاملها الكارثي مع الوباء، مما أدى إلى تصاعد الشكوك حول نظامها الديمقراطي محلياً، والفشل التام في تعزيز الديمقراطية في العالم.
قال سون إنه في وقت الأزمات المتأصلة، فإن الشيء الوحيد الذي تستطيع الولايات المتحدة فعله لتعزيز “الديمقراطية” هو ضخ الأموال إلى المنظمات غير الحكومية على مستوى العالم. ومع ذلك، يتم دائماً توزيع الأموال بشروط إضافية ويستخدم بعضها لتشجيع الثورات الملونة.
ودعا بايدن الدول إلى تجميد الأسلحة وإعادة التأكيد على الالتزام المشترك، وقال إن المشاركين في القمة سيجتمعون مرة أخرى العام المقبل للإبلاغ عن التقدم الذي تم إحرازه في التزاماتهم.
لكن الخبراء استشفوا الخطة لأن المناقشات الغامضة بالفعل في القمة لا تكاد تسفر عن أي نتائج، كما أن المراقبة لمدة عام واحد هي مضيعة للوقت، ولن يكون التعهد طويل الأمد سوى وهم.
المصدر: Global Times
