إيمان الحسن في معارضها وتطلعاتها.. أجواء غرائبية وعفوية لونية مدروسة

الثورة – أديب مخزوم:
منذ مرحلة طفولتها الأولى شعرت الفنانة التشكيلية الشابة إيمان الحسن، بشوق ورغبة لرسم الوجوه والأشكال المختلفة، وفي البداية كانت تميل نحو تحقيق أمانة مشهدية بلمسات لونية متزنة ومدروسة، ولقد طرحت في السنوات الأخيرة، في معارضها الفردية والجماعية، تقنية حديثة وأجواء غرائبية، وذلك لإخراج اللوحة من منزلقات الوقوع في الصياغة الواقعية التقليدية أو التسجيلية.

6.jpg
وهذه الصياغة التعبيرية والرمزية العفوية، تساهم في تطوير تقنيتها، حتى أنها تصل أحياناً إلى حدود المدرسة الوحشية في الرسم، حين ترسم الوجوه بألوان خضراء وزرقاء وغيرهما، رغم أنها تعطي الوجه في لوحات أخرى لونه الطبيعي، وهذا لايقلل من أجواء لوحتها الغرائبية، وهي تطرح في إحدى لوحاتها موضوع المهرج بطريقة تهكمية، كأنها تسخر من الواقع بتناقضاته ومهازله وصوره السوريالية.
وهي وإن كانت تلتقي مع بعض منطلقات المدرسة الوحشية، إلا أنها تفترق عنها لجهة إضفاء المزيد من الرقابة العقلانية، فهي لا ترضى عن لوحتها بسهولة، لأنها تبقى في إطار الصياغة المدروسة والمتوازنة، في خطوات وضع المادة اللونية، حيث تبتعد عن وضع الألوان المباشرة والصريحة، بالرغم من العفوية، التي تضفيها على اللوحة.
وهي تمتلك القدرة على تطوير تجربتها، وايجاد خطها التصاعدي الأسلوبي، بالعمل اليومي المتواصل، لاسيما وأنها تحب عملها، وتبدو منطلقة في رحاب البحث التشكيلي، الذي يقربها من ثقافة فنون العصر، بقدر مايبعدها عن الصياغة التسجيلية، التي تعمل دائماً على تجنبها.
والصياغة الفنية التي تبحث عنها، توازن بين مزاولة الحياة ببهجتها وهمومها معاً، إنها صورة لعلاقة اللوحة بالحياة وبتناقضاتها. فالمرأة تتلمس مرارة الواقع وبهجة الحياة، بتعابير عيونها وملامح وجهها وبألوان اللوحة، وبذلك تعبر عن كل الأهوال والحروب، وكل أدوات الشر.
هكذا تستعرض تبدلات تعابير الوجوه وغيرها، ولا تهدف الوصول إلى واقعية تصويرية دقيقة مرتبطة بالصياغة المهنية أو الحرفية.
ولوحاتها تذهب إلى تنويع في الصياغات، فمن تبسيط الشكل واللون، واختصاره أحياناً إلى التلوين الأحادي أو الثنائي، ومن اللون الذي يحقق شفافية، إلى الأعمال الأخرى التي تعتمد على غنى اللون وإبراز غنائيته وكثافته، والبحث عن إيقاعاته الموسيقية، بالإضافة إلى تعبيرية وجه المرأة المتجه أكثر إلى أسلوب التلقائية في صياغة الألوان وإبراز غنائيتها وشاعريتها.

7.jpg
ولعل هذه الحرية التي تنطلق منها في صياغة عملها الفني، هي التي تقودها إلى أن تكوّن ذاتها وشخصيتها.
واللوحة التي ترسمها بلمسات لونية كثيفة، إذا أردنا تحليلها من الناحية التشكيلية، نجدها تشكل مادة غنية تعكس الحالة الداخلية أكثر مما تجنح نحو المثالية والتقليدية، والوجه في لوحاتها، قائم على دراسة متأنية وخبرة تقنية، وتصل من خلاله في نهاية الأمر، إلى عدة حالات وتجليات، حتى أنها تحيطه في إحدى لوحاتها بهالة من النور، وعلى طريقة الإيقونات الحديثة.
وهذا يعني أن لوحاتها زاخرة بعناصرها التعبيرية المستعادة بآن واحد، من تداعيات الحالة الداخلية الذاتية، ومن وقائع الرؤية الآتية من معطيات الواقع، فهي تستمد من تأملات الأشكال ( ولاسيما الوجوه) قوة الاختزال والتنويع الذي نجده في الضربات والحركات اللونية التلقائية والعفوية.
وهي لا تتقيد بالتناظر الهندسي الموجود في الزخرفة القديمة، في خطوات إضفاء دوائر لونية منمنمة وكثيفة تشكل لباس المرأة، وإنما تقدمها بإحساسها، وفي اتجاه عصري متحرر، لا تعتمد على الدقة والصرامة الهندسية، بقدر ما تذهب إلى الاستفادة من جماليات الفنون الحديثة وطاقاتها اللامحدودة.
ومن خلال معارضها الفردية والمشتركة والمتواصلة في السنوات الأخيرة، دون توقف او انقطاع، استطاعت قطف جماليات الإيقاع اللوني والخطي، المنساب طراوة وجمال وشاعرية، في خطوات الوصول إلى اتجاه تشكيلي متنوع، يعطي لوحاتها حيوية وشاعرية وغنائية ووجدانية.
ومنذ البداية كانت تميل إلى الكتابة، وإلى صياغة أحاسيسها بالكلمات، وبالتالي فهي تتنقل من حالات التعبير بالكلمة، إلى لحن آخر هو لحن اللون.
يذكر أن إيمان الحسن من مواليد حمص، ومتخرجة من محترفات قسم النحت في قلعة دمشق، كما درست الفن في المعهد الاستشاري الدانماركي في حمص.
وأقامت معارض فردية في طرطوس وريف دمشق وثقافي أبو رمانة وحمص، إضافة لمشاركاتها في ملتقيات ومعارض داخل سورية وخارجها. وكان لها زاوية خاصة في صحيفة البناء اللبنانية على مدى عامي 2018- 2019

آخر الأخبار
إعلان بغداد: الحفاظ على أمن واستقرار سوريا واحترام خيارات شعبها للمرة الأولى.. انتخابات غرفة سياحة اللاذقية ديمقراطية "الاتصالات " ترفع مستوى التنسيق  مع وسائل الإعلام لتعزيز المصداقية مياه " دمشق وريفها: لا صحة للفيديو المتداول حول فيضان نبع الفيجة  "موتكس" يعود كواجهة لمنتج النسيج السوري إطلاق الوكالة الأولى للسيارات الكهربائية بسوريا وتوريد أول 500 سيارة  ورشة العدالة الانتقالية توصي بتشكيل هيئة ومعاقبة المتورطين بالجرائم  "بطاطا من رحم الأرض السورية"..  مشروع وطني يعيد تشكيل الأمن الغذائي   مشاركون في قمة بغداد: مواصلة دعم سوريا ورفض أي اعتداءات  الوزير الشعار "يطمئن" على معمل الليرمون  بعثة طبية لـ"سامز" تستهدف عدة مستشفيات في سوريا الشيباني أمام قمة بغداد: سوريا لجميع السوريين ولا مكان فيها للتهميش أو الإقصاء البنك الدولي: سعداء بسداد متأخرات سوريا ومجال لإعادة التعامل  بمشاركة سوريا.. انطلاق أعمال القمة العربية الـ 34 في بغداد  ArabNews: فرصة تاريخية لانطلاقة إيجابية في بلاد الشام م. العش لـ"الثورة": قطاع التأمين سيشهد نقلة نوعية تطوير مهارات مقدمي الرعاية الاجتماعية في درعا   تحت إشراف مباشر من محافظ السويداء، عدد من طلبة السويداء يتوجّهون اليوم إلى جامعة "غباغب"..   كيف يواجه الأطفال تحديات التكيف بعد سنوات من اللجوء؟  استثناء الطلاب السوريين المتقدمين للشهادة اللبنانية من الحصول على الإقامة