الثورة :
كثيراً ما نسمع في الأوساط الإعلامية والثقافية وعلى ألسنة الكثير من المعنيين بالشأن الفكري فكرة صحيحة وهي أن الغرب يشوه القضايا العربية، وأن الغرب يسعى في الآن نفسه إلى تشويه الحقائق وممارسة التضليل الإعلامي، والكيل بمكيالين، فما هو متاح لهم من الحريات والاستقلالية، محرّم على الشعوب الأخرى، وعليه فهم يجتهدون ويُعملون آلتهم الإعلامية للنيل من حريات الآخرين والسيطرة على مقدرات بلادهم وخيراتها.
وهنا لابدّ أن نقف عند أهمية التواصل الثقافي مع الفعاليات في مختلف أنحاء العالم، لتقديم الصورة الحقيقية عن بلادنا، وحقيقة ما يجري على أرضنا من تدمير وإرهاب وقتل ونهب لثروات بلادنا وآثارها، لاستقطاب الرأي العام، وفضح المؤامرات التي تحاك ضد شعوبنا من قبل الصهاينة ومن يلوذ بهم.
وربما ما دفع للحديث في هذا الشأن تلك المبادرة التي قام بها اتحاد الكتاب العرب، حيث استضاف نخبة من الأدباء والإعلاميين وأصحاب الرأي في فرنسا، فكانوا ضيوفاً في ندوات عديدة وفي غير محافظة، بدأت من دمشق لتنتقل بعد ذلك إلى حلب ودرعا والسويداء وغيرها.
وبيّنَ هؤلاء تورط بلادهم مع الصهاينة، وأكدوا من خلال حواراتهم على ضرورة أن يطلع الجميع بعين العدالة والإنصاف على معاناة الشعوب من جراء الحروب الآثمة التي تشن بغير وجه حق، وخصوصاً بعد زياراتهم وتجوالهم في دمشق القديمة واطلاعهم على حضارة سورية وعراقتها وإرثها الكبير من الآثار التي لاتزال الشاهد الحي على تاريخ يعبق بأريج الأصالة والفكر والثقافة.
وحري بنا نحن هذه المهمة في كشف زيف الإعلام الغربي المأجور، وفضح مكائده وأساليبه الملتوية في قلب الحقائق بما يخدم توجهاته وأطماعه، وخصوصاً أن الكثير من أبنائنا باتوا في بلاد الاغتراب، ومن الأهمية بمكان أن يكونوا رسلاً لبلادهم عبر القيام بفعاليات وأنشطة ثقافية لإبراز قضايانا العربية في ذاك العالم الذي اعتاد أسلوب الكيل بمعايير مزدوجة تنحاز لأطماعه.
وربما من الأهمية بمكان أيضاً الثقة بذواتنا والإيمان بقضيتنا وامتلاك ناصية الإعلام بأدواته كافة، لنقل الحقيقة إلى الآخر ودحض ادعاءاته العدوانية أمام العالم جميعه.
رؤية – فاتن أحمد دعبول