البطريرك مار اغناطيوس الثالث من الحسكة: متجذرون بأرضنا ولا بد أن تشرق شمس السلام على سورية

الثـــورة – يونس خلف:

لا يحتاج الاحتفاء الكبير بالزيارة الرعوية الكريمة التي قام بها غبطة البطريرك مار أغناطيوس الثالث يوسف يونان بطريرك السريان الكاثوليك لمحافظة الحسكة إلى شرح معاني ودلالات هذا الاحتفاء والمشاركة الواسعة من كل مكونات المجتمع في حفل الاستقبال الذي استضافه السيد محافظ الحسكة في قاعة الشرف بمبنى المحافظة.
ولعل في مقدمة المعاني والدلالات التي يدركها الشعب السوري أن أعداء الوطن حاولوا كثيراً اللعب على وتر الطائفية خلال الحرب العدوانية على سورية ولا سيما في إطار الحرب الإعلامية المضللة والتي تهدف إلى نشر الفكر التكفيري المجرم ونشر الفتن والتفرقة بين أبناء الوطن إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل وأكد السوريون أن سورية مهد التاريخ ومنطلق الحضارات والرسالات السماوية للعالم أجمع ومن أرضها انبثقت مبادئ وقيم الخير والعطاء والتآخي والمحبة والتسامح والعيش المشترك ولا يمكن لفكر تكفيري هدام أن يفكك نسيجها المجتمعي الموحد والذي يتميز بالنسيج المتماسك والوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد وهي أحد مقومات صمود الشعب والدولة ضد الحرب الكونية الإرهابية المدمرة من خلال تلاحم كافة مكونات الشعب السوري والقيادة والجيش في وجه أعتى حرب إرهابية شهدتها البشرية.
من هنا كان لافتاً تأكيد السيد محافظ الحسكة اللواء غسان خليل في سياق كلمته الترحيبية بأن الحسكة اليوم ليست كما هي بالأمس فهي اليوم جريحة وهي الأم المريضة ولكنها كما تعافت المحافظات الأخرى من الإرهاب والإجرام فنحن على ثقة تامة بأنها ستلتحق بإخوتها من باقي المحافظات وستتعافى مما هي عليه الآن بفضل تضحيات جيشها وصمود شعبها، وبأن محافظة الحسكة غنية بثرواتها الاستراتيجية كالذهب الأصفر والأبيض والأسود لكن تلك الخيرات اليوم أصبحت مسلوبة ولم تكن كما كانت سابقاً جراء إقدام المحتلين التركي والأميركي ومرتزقتهما من التنظيمات والمليشيات الإرهابية المسلحة الذين هم وجهان لعملة واحدة على سرقة محاصيلها وحرق البعض الآخر منها، إضافة إلى سرقة القطن والنفط والغاز، ناهيك عن تحريض شعبها الطيب على بعضهم البعض وبث بذور الفتنة بين كل الأطياف، كيف لا والعالم كله يعرف ما فعلوه في العراق وقبله أفغانستان من إجرام وسفك لدماء الأبرياء واستهداف ممنهج لكل مناحي الحياة ولن ننسى أيضاً ما فعله المستعمر العثماني الذي بقي قروناً عديدة يجثم على صدر الوطن ويمارس أبشع أنواع الإجرام والظلم على أجدادنا وأجداد أجدادنا واليوم يقف أحفادهم على أبواب بيوتنا و يتصيد الفرص المناسبة كي ينقض مرة أخرى، ورأى السيد المحافظ أن زيارة غبطة البطريرك (مار اغناطيوس الثالث) زيارة هامة جداً إن دلت على شيء فإنما تدل على التلاحم واللحمة الوطنية بين أبناء سورية ومدى محبتهم لوطنهم وحرصهم على أن تبقى أواصر المحبة والوئام تربط بين مكوناتهم لكي تعيش حالة اجتماعية كما كانت وكما تربينا سابقاً و لعل جمالية المحافظة بتنوع أطيافها بعربها وكردها وبقية مكوناتها، بمسلميها ومسيحييها والأطياف الأخرى بحيث أنها تشكل لوحة فسيفسائية غاية في الجمال ومن الواجب علينا أن نحافظ عليها.

غبطة البطريرك الإنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك أكد أن الأرض التي ولدنا فيها تبقى دوماً عزيزة على قلوبنا وعندما نعود اليوم إلى الحسكة فإننا نعود إلى بيتنا وأهلنا وهذه الزيارة هي زيارة الراعي الروحي إلى أبنائه أينما كانوا لاسيما في هذه المحافظة الجريحة التي عانت وتعاني من الضغوط التي فرضها المحتلون والطامعون في خيراتها وقد جئنا اليوم لنطمئن أولادنا وأهلنا بأننا دوماً ملتصقون بأرضنا رغم كل التحديات والصعوبات وندعو أهلنا إلى الالتحام بالأرض وأن يبقوا متجذرين في أرضهم ونطمئنهم بأنه لابد أن تشرق شمس الحرية وشمس السلام وشمس الوحدة التي تستحقها سورية والتي من أجلها عانينا الكثير، ودعا البطرك إلى وقف التدخل في شؤون سورية من خلال التلويح بالعقوبات الدولية التي كان آخرها ما يسمى (قانون قيصر) الذي أرادوا منه تجويع الشعب السوري والنيل من صموده، إلا أن هذا القانون سيفشل لأن هذا الشعب مهمها فرض عليه سيبقى صامداً برئيسه وحكومته وجيشه ووفاء شعبه.
وقال البطرك: “نطلب من الرب أن يجمع القلوب والنفوس حول الوطن ويجب أن يبقى أبناء هذه المحافظة في صف واحد، ونصلي كي يحل الأمن والسلام والاستقرار على هذا البلد وأن تبقى هذه المحافظة عنواناً للتآلف والمحبة.

بدوره مفتي الحسكة الشيخ الدكتور عبد الحميد الكندح قال: من الجميل أن نلتقي ولكن الأجمل أن نلتقي على مائدة الوطن، ومحافظة الحسكة هي محافظة الخير ومحافظة المساجد والكنائس ومحافظة القرآن والإنجيل وهي محافظة تعيش على اللحمة الوطنية والتآخي بين الإسلام والمسيحية، هذه الوحدة الوطنية التي أسسها القائد المؤسس حافظ الأسد ويرعاها بكل إخلاص السيد

الرئيس بشار الأسد ونحن تربينا بأن الدين لله والوطن للجميع وأن الوطن فوق كل شيء.

آخر الأخبار
جهود مضنية لاحتواء حرائق غابات في جبل التركمان والفرنلق حرائق الساحل.. ترميمها يحتاج لاستراتيجية بيئية اقتصادية اجتماعية خطة طموحة لتحسين خدمات المستشفى الوطني الجامعي.. استشارات وحجز مواعيد وتفاعل مع المرضى والمواطنين بك... أريحا بتستاهل.. مبادرة تطوعية تؤهل أكبر حدائق المدينة أطفال الشوارع.. براءة مهدورة.. انعكاس لأزمة مجتمعية وتجارة يستثمرها البعض  تمديد فترة استلام محصول القمح في ديرالزور استئناف استلام محصول التبغ في حماة إنهاء التشوهات في سعرالصرف يتطلب معالجة جذرية  التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين