الثورة:
بعد تعثر كل منتخباتنا الكروية، ثبت بالدليل القاطع أن مشكلة كرتنا ليست في مدربي المنتخبات بالمطلق، بل أساس المشكلة في بنية كرتنا في أساسها والتي تبدأ في الأندية، وأنديتنا ضعيفة ولا تؤدي عملها في البناء الفني كما يجب ووفق خطط علمية، وهي في بعض الأحيان معذورة لأنها لا تملك المقومات والإمكانات المادية. كما أن كرتنا التي لا تلعب مسابقاتها التقليدية على ملاعب جيدة، والتي تعاني من خلل في نظام عقود اللاعبين والمدربين، كل ذلك لا يمكن أن يقدم لنا لاعبين مؤهلين للمنتخبات، وكل ما هنالك لاعبون موهوبون بالفطرة ولكن لم يتم تأسيسهم وصقلهم بالشكل الذي يشكل لديهم ثقافة جيدة تجعلهم لاعبي منتخبات بحق.
ورغم ما سبق لا نزال نسير على المنوال ذاته عند تشكيل المنتخبات واختيار الكوادر الفنية بالدرجة الأولى ومن ثم الإدارية، فبعد تعثر المنتخبات الواحد تلو الآخر، لم يبق في الميدان إلا منتخب الرجال الذي أمامه أربع مباريات في تصفيات المونديال، ومن ثم سيكون متفرغاً للاستعداد لنهائيات كأس آسيا التي تستضيفها الصين صيف عام 2023. وعلى هذا الأساس جاءت الأخبار من قلب اتحاد كرة القدم الذي تديره لجنة مؤقتة، الأخبار أشارت إلى التعاقد مع تيتا حتى نهائيات كأس آسيا، وهذا بعد أن وجد أصحاب الرأي والقرار أن تيتا الروماني وخلال أيام قليلة وفي ثلاث مباريات من بطولة كأس العرب قد طور المنتخب! ، ورغم أن هناك آراء طالبت بالتريث حتى نهاية مباريات تصفيات المونديال للحكم بشكل أدق على عمل تيتا، إلا أنه في رأينا يجب الثبات على تيتا حتى نهائيات كأس آسيا، وذلك لعدة أسباب، أهمها توفير الاستقرار الفني لأنه من غير المعقول أن نغير المدرب كل ثلاثة أو أربعة أشهر، وطالما أن تيتا قد اختير بالأساس عن قناعة لدى من اختاره مدرباً للمنتخب، فيجب أن يكون التعاقد معه لمرحلة كاملة يأخذ من خلالها وقته، وبالتالي لا نقع في الخطأ الذي وقعنا فيه من قبل عند حل الجهاز الفني بعد ثلاثة أشهر مليئة بالمشاكل والأخطاء الإدارية والتشويش، الأمر الذي أثر بشكل كبير في المنتخب ونتائجه.
نعم نحن مع الاستقرار الفني ليعمل المدرب بارتياح ومن دون تشويش، على أمل المنافسة في الكأس القارية، فاللجنة المؤقتة التي أتت بتيتا متفائلة وتثق بإمكانات هذا الرجل، وعلى بركة الله.
ما بين السطور – هشام اللحام