ليس بالسلاح والقوة العسكرية وحدها تتمدد أذرع الأخطبوط الأمريكي الغربي محاولاً الصيد في مناطق النزاعات، بل بالفكرة الخاطئة يتغطرس الغرب ويتغول بفرض معادلاته المبنية على سياسة خلق الأعداء، وزرع الفكرة الخاطئة في رؤوس أصحاب الشأن بخطر وهمي محدق، أو بزعم ارتكاب غير إنساني للخصوم لخلط أوراق اللعب في مختلف المضامير.
الأفكار الخاطئة تزيد في عمر المشاريع الغربية، ومثل هذه الأفكار والآراء تسعى إلى زعزعة الاستقرار في العالم، والغرب يلقي بهذه الأفكار ويتهم بها خصومه لإضرام نار الحروب.
هم السارقون واللصوص ويقذفون الآخرين بهذه الفكرة، هم المارقون والمنتهكون لكل معايير الإنسانية، ويزرعون هذه الفكرة في أراض غير أراضيهم التي تعاني مختلف أنواع الانتهاكات، ناهيك عن انتهاكاتهم لحقوق الإنسان خارج أراضيهم في سياق حروبهم الهوليودية وتمزيق كلابهم البوليسية لأجساد ضحاياهم.
ينفق الغرب وعلى رأسهم أمريكا مئات ملايين الدولارات في محاولاته إقناع الآخرين بأفكارهم الخاطئة والترويج لها، فهي التي تصب الزيت على النار وتهيأ الأجواء لتفجير برميل البارود، ولا يكلفها هذا الأمر سوى النفخ في النار ومن ثم المراقبة والاستمتاع بمشهد الحرائق .
هي نفس الأطروحات والنقاط والاتهامات القديمة المعلقة على فكرة خاطئة تماما يسوقها الغرب ويضع خصومه في فوهة مدفعها استعداد لإطلاق شرارة البدء… لكن معظم هذا المحاولات لا تنتهي في أغلب الأحيان لبلوغ لحظة النجاح الغربي الباهر، فالخصوم ليسوا في السذاجة التي يتخيلها عقل الغرب، وتبقى اللعبة كبيرة وخطيرة ومتخمة بالأفخاخ والشراك والسعير، ولن ينجو حتى الغرب النافخ بالحقد من نيرانها فيما لو انفجر برميل البارود بالقرب منهم، أو حتى لو كان بعيداً أميالاً شاسعة عن أراضيهم.
البقعة الساخنة- بقلم: منهل إبراهيم