الثورة _ فاتن أحمد دعبول:
لم تقف الإعاقة حائلا بينهم وبين الإبداع فقد أطلق عليهم” أصحاب الهمم” وكانوا كذلك بحق، فقد شهد مجمع دمر الثقافي تفوقهم في فنون الإبداع من الشعر والغناء والكتابة، فأناروا المكان رغم فقدانهم البصر، في احتفالية اليوم الوطني للتشجيع على القراءة، وكان الشعار لهذا العام” كتابي .. نافذتي بحرف ولون”.
وتنوعت فعاليات الاحتفالية التاسعة لليوم الوطني للتشجيع على القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة، بين الرسم والقراءة والمسرح والغناء وخيال الظل، وهي نتاج للورشة التخصصية الإبداعية في مجال الكتابة الإبداعية لأدب الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة التي أقامتها مديرية ثقافة الطفل بالتعاون مع وزارة التربية.
معنيون بالطفل
وبدورها بينت د. لبانة مشوح وزيرة الثقافة أن الوزارة معنية بتنشئة الأجيال والاهتمام بهم ثقافيا وفنيا، وتسليحهم بكل الأدوات التي يستطيع من خلالها مواجهة الحياة بإشراقة وأمل.
ونحن فخورون بجيل اليوم وما شاهدناه من إبداع الأطفال في الغناء وقراءة النوتة الموسيقية، وهم من نعول عليهم تطوير الموسيقا والذائقة الفنية عند الجمهور، ولا يمكن إلا أن نشد على أيدي أصحاب الهمم من المواهب ولأجلهم تفتح الوزارة منابرها جميعها.
ونوهت وزيرة الثقافة لدور الأمانة السورية للتنمية التي تهتم بالتراث اللامادي وتبنيها لملف خيال الظل الذي سجل على لائحة التراث الإنساني، وأعيد إحياؤه من جديد.
يوم وطني
وعن الاحتفالية التاسعة للتشجيع على القراءة أوضحت ملك ياسين مديرة ثقافة الطفل أن ما يميز الاحتفالية هذا العام أنها تزامنت مع اعتماد يوم 16/12 يوما وطنيا للتشجيع على القراءة” الطفولة المبكرة” وتأتي هذه الاحتفالية نتاجا لورشة تخصصية لأدب الطفل، وفيها تم تدريب عدد من الكتاب على الكتابة للطفولة المبكرة بالتعاون مع وزارة التربية، وستنطلق الاحتفالية في المحافظات جميعها في الآن نفسه، وستنشر نتاجات الكتاب في مجلة شامة.
الطفولة المبكرة
انصب اهتمام الورشة التخصصية الإبداعية للكتابة لمرحلة الطفولة المبكرة كما بينت أريج بوادقجي رئيسة تحرير مجلة شامة، لحساسية هذه المرحلة التأسيسية في حياة الطفل، وقالت:
كانت الورشة برعاية كريمة من وزيرة الثقافة وإشرافي المباشر وبالتعاون مع مديرية ثقافة الطفل لتمكين الكتاب من الكتابة للطفولة المبكرة، فليس كل كاتب قادرا للكتابة للطفل، وليس كل كاتب للأطفال قادر على الكتابة للطفولة المبكرة نظرا لحساسية المرحلة العمرية.
ومن خلال الورشة تم تمكين المتدربين من أدواتهم اللغوية وطريقة الخطاب والأمور النفسية والاجتماعية الواجب توافرها في المواد الموجهة للطفل من” شعر، قصة، سيناريو، مسرح، حكواتي” وما شاهدناه هو نتاج عمل الورشة وجهود المتدربين الشغوفين بالعمل، ونتمنى أن تعمم هذه التجربة على المحافظات كافة.
إبداع وشغف
وقد عبر المشاركون بالورشة الإبداعية عن أهمية الاهتمام بأدب الطفل وخصوصا في مراحل الطفولة المبكرة، ومن جهتها بينت الكاتبة راما صالح أن الورشة أضافت لها الكثير على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد العملي وأغنت أدواتها وخصوصا فيما يتعلق بالمخزون اللغوي، فأدب الأطفال من السهل الممتنع، وتتمثل خطورته في أنه يشكل أساس المرحلة التعليمية للطفل، وقالت:
نحن نكتب على صفحات الطفل البيضاء، وعلينا أن ننتبه لنفسية الطفل عندما نقدم له المعلومة والفائدة والقيمة، بطرق بسيطة ومقنعة.
وبينت هديل قنطار الإدارية في مشروع التعلم المتكامل” أشرفية صحنايا” ليس سهلا التعامل مع الأطفال المتسربين من المدارس، ولكن وجدنا لديهم هذا الشغف والحب للتعلم، واكتشفنا الكثير من المواهب والإبداع لدى الأطفال، لذا قدموا الفقرات المسرحية بحرفية عالية.
وقد أضافت الورشة التخصصية للكاتب سامر رفاعة التكنيك في كتابة القصة ورسمت بمنهجية الطريق وأسس ومعايير الكتابة للطفل بشكل عملي، فكانت النتائج على قدر من الأهمية.
أما الكاتبة لانا شاكر مسؤولة التواصل في مشروع” نغم وقلم” فقالت إن الأطفال مبدعون عندما نعطيهم الاهتمام الكافي، وطفلنا مبدع عندما يعطى الفرصة المناسبة، لذلك حصلنا على نتائج مرضية.
ورأت صباح عكلا رسامة للأطفال أن الورشة صقلت موهبتها الكتابية بعد أن تعرفت على أسس ومعايير الكتابة للطفولة المبكرة، وأصبحت تسير بخطواتها بالاتجاه الصحيح.
وكانت الورشة التخصصية بمثابة منهج مدروس للكتابة للطفل كما رأت الكاتبة آلاء أبو زرار والكاتبة هند مصطفى، فقد أغنت معرفتهم ورسخت مفاهيم كانت غائبة عنهم ومفردات جديدة صقلت موهبتهم.
وتضمنت الاحتفالية تكريما للأطفال المتميزين وفقرات غنائية من التراث الحلبي تزامنا مع إطلاق القدود الحلبية على لائحة التراث الإنساني بإشراف الفنان سومر نجار، ومسرح خيال الظل بإشراف علاء الشيخ ومسرح عرائس قدمها أطفال مشروع” نغم وقلم” بإشراف خوشناف ظاظا، وقدمت الحفل الإعلامية مي حلوة.