لايختلف اثنان على أن الحرب العدوانية على بلدنا قد أثرت سلباً على الأطفال، بل هم أكثر الضحايا التي دفعت ضريبة هذه الحرب، من أحلامهم الكبيرة، ومن أجسادهم الغضة، ومن ضحكاتهم البريئة.
ولا أظن أن أحداً يخالفني الرأي أن ماتعلمه هؤلاء الصغار من دروس خلال ظروف السنوات العشر جعلتهم أكثر نضجاً ووعياً،وضخت إلى شخصيتهم قوة، وزادتهم إصراراً وتصميماً على التحدي.
أتيت على هذه المقدمة لأننا نرى اليوم أطفالنا يذهلوننا بآرائهم وأفكارهم،يبدعون في طرق الادخار فيوفرون من مصروف جيبهم القليل، الكثير في حصالتهم ومن حاجتهم إلى الفرح يخترعون من أدوات بسيطة (أغصان خضراء وقطن وشرائط زينة وورق مقوى) شجرة ميلاد تبعث على الأمل وتضج بالحياة.
رغم برودة الطقس، يغرس أطفالنا فرحة وبهجة أعياد الميلاد ورأس السنة في قلوبنا، بدفء قلوبهم وأمل عيونهم وحركاتهم العفوية، يندمجون في أجواء المرح واللعب غير عابئين بالبرد والتعب، يقبضون على لحظات السعادة والهناء ليتمتعوا بطفولتهم، وينشروا الحب في أرجاء البيت وفي كل مكان.
أطفالنا..عنوان الفرح، بوصلة الأمان لسورية المستقبل،يستحقون منا الرعاية والاعتناء والاهتمام متناسين جراحنا وآلامنا لأن الحفاظ عليهم أشداء أقوياء هي أمانة الأسرة والمجتمع.
عين المجتمع -رويدة سليمان