لم تعد رحلة البحث عن فرصة عمل رحلة عادية لمجرد العثور على عمل ما وفي مجال ما للكثيرين من طالبي فرص العمل، ولاسيما لشريحة الشباب ولمختلف الفئات العمرية ومنها أيضاً حملة الشهادات بما فيها الجامعية أو غيرها من الشهادات الأخرى ، ممن لاينتظرون إعلان الجهات المعنية للتقدم للمسابقات للتعيين في الوظائف المعلن عنها في ضوء الحاجة لذلك.
إذ بات من الضروري المزيد من عملية التأهيل والتدريب في مجالات العمل المختلفة والاختصاصات المهنية المتعددة الأنواع، والتوجهات نحو مهن مهمة في وقت وظروف معينة، يحتاجها سوق العمل ويطالب بها أصحاب مواقع ومنشآت العمل لتلبي حاجتهم ليد عاملة متدربة ولديها من الخبرة والكفاءة القدر الكافي الذي يجعلها قادرة على الإنتاج والتميز بثقة ومسؤولية عالية.
ويتضح دور مراكز تمكين الشباب التي أحدثت في عدة محافظات من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لتأخذ على عاتقها حيزاً في موضوع تأهيل وتدريب الشباب الباحث عن فرص العمل عبر مرصد سوق العمل، حيث التركيز على زيادة فرص توظيفهم وربطهم بسوق العمل بعد إكسابهم الخبرات والمهارات المطلوبة، من خلال دورات التدريب المهني والعملي لهم.
والواقع الحالي يفرض الحاجة لمزيد من الكوادر العاملة والمؤهلة في جميع مجالات المهن، ولاسيما في الظروف الحالية الصعبة وبعد سنوات الحرب وماسببته من تدمير وتخريب، وخروج منشآت عن العمل والخدمة كان لها دورها الهام في الإنتاج والتنمية الاقتصادية.
ليواكب ذلك جهود العديد من الجهات لعودة المنشآت للعمل، بعد إعادة تأهيلها وترميمها لتساهم مع بقية القطاعات الأخرى في دوران عجلة العمل والإنتاج، وإحداث انطلاقة جديدة تعكس مزيداً من الطموح لواقع اقتصادي أفضل من جميع الجوانب.
وهذه الحاجة تتطلب التوسع أكثر في إحداث مراكز تمكين الشباب وتفعيل دورها، والتي من شأنها الربط بين أصحاب المنشآت والمؤسسات الاقتصادية والخدمية كقطاع عام وخاص مع طالبي العمل، وألا تكون محصورة في محافظات دون أخرى، ورفدها بالمستلزمات المطلوبة، لتحقق المأمول منها في رفد السوق بشباب متمكن يعمل بجودة وإتقان، ويمتلك بقوة أدوات وثنائية التمكين من تدريب شامل تعليمي ومهني للمجالات التي يتطلبها سوق العمل.
حديث الناس-مريم إبراهيم