اشتغلوا لأكثر من عقد لصلب سورية على جدار الهزيمة لكنهم لم يفلحوا.. وبقيت مواقف العرب رهينة الرغبة الأميركية تتأرجح بين الإيجابية تجاه سورية والسلبية، فكلما أظهرت السعودية موقفاً ليناً من أزمة سورية يتحرك العرش من تحت الملك.
ترغمه قبضة البيت البيضاوي على التراجع للخلف، بالخطوة العسكرية، وتأدية التحية لصاحب الأمر والنهي وتنفيذ الأوامر المعطاة. واشنطن لها اهتمامات في الطرف الآخر من العالم، ولم يعد الشرق الأوسط أولوية لها. بعد تحقيق الكثير من غايات الصهيونية في المنطقة.
دمرت العراق، وفعلت ما فعلته وأعوانها في سورية وليبيا، وما نفذته يدها الغاشمة في اليمن. وهي مازالت تدير أمور المنطقة وفق القيادة من الخلف، إن في سورية أو العراق القوتين اللتين تهددان الكيان الصهيوني. وهي تعمل على إدارة الأزمة في سورية لعرقلة حلها..
أثارها تحرك الإمارات تجاه سورية، وتقربها من الحليف الإيراني، فدفعت العرش السعودي لإيقاظ النار ضد صنعاء بعد اقتراب خبُوِّها. وأفشلت جلسات الملف النووي بعد توافقات عدة، لإسعار النار تحت المرجل وتناوب العصا مع الجزرة..
كما أنها تتعامل مع الشمال الإفريقي العربي، على أنه تايوان الشرق الأوسط وفق مصطلحاتها المطروحة.. تريد امتلاك خيوط المنطقة كاملة، وتلعب بالملف النووي ورقة ضغط ليس على إيران وحدها بل على الإقليم بكل مفرداته.
هي تحذر من تفلت بعض الخيوط من يدها.. فتوجست من زيارة طحنون لسورية وإيران، وأحمد بن زايد لتركيا، رغم أنها تعلم تماماً أن أردوغان طوع بنانها خاصة بعد موات الثقة بوعوده فيما يخص تفكيك المجاميع الإرهابية في إدلب التي صارت جنائز حملتها أكتاف مواليه، وسرعان ما واراها الثرى وهال عليها التراب. إرضاء لصاحبة العصمة.. الإدارة الأميركية..
لن ترضى أميركا برسوخ سياسة حسن الجوار؛ بين دول شرق المتوسط وخاصة مع الخليج لأن ذلك يقلق الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين والمتحكم بالبيت الأبيض.. فهي تسعر النار بين السعودية ولبنان، لسبب لا يستحق الذكر في عوالم السياسة..
هي تحرك ماكرون مرة وبن سلمان أخرى، وتعلن أنها تود الانسحاب من سورية ثم تنقض غزلها، وتدخل قوافلها مختلفة الحمولات، كما كان قبلاً في العراق ومازالت تماطل مغيرة أساليب تموضعها على الأرض العراقية..
هي تساند كل أعوانها وأدواتها الذين يبغي أردوغان جعلهم حزاماً آمناً بينه وبين “قسد” أعدائه الأُوَلْ كما يدعي..
سورية تدير دبلوماسيتها بمنتهى الألق، وتستقبل برحابة أي حراك يصب في تخفيف أزماتها، لتحرير أرضها ورفع الحيف الاقتصادي عنها، فهي لم تسع يوماً لحرب، لكنها لابد تدرأ جور الحروب عليها من أي جهة كانت..
أميركا تحاول إدارة العالم افتراضياً، عبر أدوات تحقق مصالحها والصهيونية العالمية وبؤرتها على الأرض الفلسطينية.. وفق تكتيك متغير ومحاولة المواءمة بين الأقطاب المتناقضة.. لتظل ممتلكة أوراقاً ترتبها كيف تشاء لصالح البيت البيضاوي.
إضاءات- شهناز صبحي فاكوش