بحلول الذكرى الخامسة لتحرير مدينة حلب، كل ركن في المدينة يروي حكاية صمود وتضحيات وانتصار، فهي رسمت بصمودها مسيرة الانتصارات المتلاحقة على التنظيمات الإرهابية وداعميها، وقدرها أنها كانت شاهداً حياً على جرائم مرتزقة الغرب ونظام أردوغان، ومنها فرض الجيش العربي السوري معادلات قوة جديدة على الأرض، وقلب كل الحسابات الإقليمية والدولية، بعدما راهن رعاة الإرهاب على إطالة أمد احتلالها لتقسيم سورية، كمقدمة لاستهداف المنطقة برمتها عبر أدوات الإرهاب الصهيو-أميركي.
قبل خمس سنوات، وفي الـ 22 من كانون الأول 2016 تم الإعلان عن تحرير كامل مدينة حلب مع اندحار آخر إرهابي عن أحيائها الشرقية إثر معارك البطولة التي خاضها الجيش العربي السوري وعلى مدى أربع سنوات ضد أشرس التنظيمات الإرهابية المدعومة من الغرب الاستعماري، ومن قبل نظام المجرم أردوغان الذي لم يتوانَ عن سرقة مصانع المدينة وآلاتها، ليشكل تحرير المدينة نقطة مفصلية في الحرب ضد الإرهاب وداعميه، ومرحلة انطلاق جديدة شكلت فاتحة لعمليات عسكرية كبرى ضد التنظيمات الإرهابية وتحرير مناطق واسعة في ريف حلب الشمالي والجنوبي وفي دير الزور وأرياف حمص وحماة وغوطتي دمشق ومحافظتي درعا والقنيطرة والبادية السورية، وتم إعادة الأمان والاستقرار لتلك المناطق.
ذكرى تحرير حلب تعيد إلى الأذهان، حالة الهيستيريا الغربية عشية تحرير المدينة، والتي عكستها حالة اللهاث الأميركي والبريطاني والفرنسي لاستصدار قرارات داخل مجلس الأمن لحماية ما تبقى من إرهابيين، على إثر الكشف وقتها عن وجود العشرات من الضباط الاستخباراتيين والعسكريين الأجانب من عدة دول، أشرفوا على إدارة العمليات الإجرامية للتنظيمات الإرهابية كانوا محاصرين في الجيوب المتبقية بحلب، كذلك فإن العثور على كميات هائلة من السلاح الثقيل في مستودعات الإرهابيين، إلى جانب عشرات الآليات والسيارات الأوروبية ومخازن الأدوية والأغذية، قد عرى النفاق الأوروبي والأميركي حول التباكي على الوضع الإنساني في المدينة، وما رافقه من اجتماعات متتالية في الأروقة الأممية لإنقاذ ما تبقى من إرهابيين تحت يافطة الشماعة الإنسانية آنذاك.
حلب التي تنعم بالأمان اليوم، استعادت حياتها الطبيعية بعد عودة مئات المنشآت إلى الإنتاج في مدينة الشيخ نجار الصناعية، والقطاعات الخدمية والاقتصادية كالاتصالات والتعليم والسياحة والنقل وغيرها الكثير، في ظل الجهود الحكومية والأهلية لإصلاح ما خربه ودمره الإرهاب، وكان لصمود أبنائها الشرفاء ووقوفهم خلف أبطال الجيش العربي السوري، الأثر الكبير في تحرير المدينة ودحر الإرهابيين إلى غير رجعة، فكل أحيائها وشوارعها تعزف اليوم لحن الانتصار.
البقعة الساخنة- ناصر منذر