الثورة – حلب – سهى درويش:
في ذكرى الانتصار الخامسة لحلب وتحررها من الإرهاب الأسود بفضل بطولات رجال الجيش العربي السوري، نقف عند تضحيات أبناء هذه المدينة وصمودهم لنستعيد قصص بطولات ننحني فيها إجلالاً لعظمة الأم التي قدمت أغلى مالديها كرمى لسورية.
والدة الشهيد الملازم شرف يحيى محمد ضياء فطيمي السيدة نادية سراقبي التي جسّدت القول بالفعل وغرست حب الوطن في قلب ووجدان ابنها الذي اختار الدفاع عنه حتى قبل أن يكمل عامه الثامن عشر ، وانضم إلى جيشنا الباسل ليدافع عن الأرض ويحقق الانتصارات و يساهم في كتابة التاريخ فدخله شهيداً وحفر اسمه فيه.
وتشير سراقبي إلى حلم ابنها منذ الطفولة بالدخول إلى الكلية الحربية ونيل شرف حماية الوطن والذود عنه ، وزاد إصرارا مع بداية الحرب الإرهابية ، ومع نصر حلب ورغم صغر سنه شعر أن من واجبه المشاركة في تحرير باقي المناطق المسيطر عليها من العصابات المسلحة ، وكنت أعده أنه عندما ينجح بالشهادة الثانوية سأوافق على تطوعه بالجيش ،إلا أنه التحق في أول شهر آذار من عام ٢٠١٨، وكانت قناعته بأن الشهادة الدراسية تأتي لاحقاً ولكن الوطن بحاجتنا الآن ومن واجبنا أن نلبي النداء.
وتتابع والدة الشهيد بيوم عيد الأم في نفس الشهر الذي التحق جاء ليعايدني ملفحا بعلم الوطن شهيدا في الغوطة الشرقية ،لأرفع رأسي عاليا وأفتخر بأنني أم البطل.
وعلى الرغم من أن الشهيد يحيى وحيد أمه ولا يوجد له أخ أو أخت فقد كان الوطن عندها أغلى من فلذة كبدها الوحيد حيث قالت السيدة نادية إن نصر حلب غيّر التاريخ بصمود السوريين وتضحياتهم ، وأكّد حقنا في تقرير مصيرنا ، فنحن أصحاب الأرض،هزمنا الإرهابيين ومشغليهم وداعميهم ،وقدم شرفاء الوطن كل مابوسعهم لتبقى راية الوطن خفاقة فوق جبل قاسيون وما قدمته رخيص تجاه ما يقدمه الوطن لنا فبلدنا بلد الخير والعطاء ، واستشهاد ابني دفعني إلى المزيد من العمل فأنا أحمل اجازة لغة عربية ، مدرسة متطوعة في جمعية الشهيد المدني وموظفة بالشركة العامة للدراسات الهندسية وعضو مجلس محافظة و رئيسة تحرير موقع على المكشوف ، ولعشقي بالتاريخ أعمل كذلك باحثة بالتراث ولدي العديد من المؤلفات منها سنديانة التاريخ والكنوز الثرية في المائدة الحلبية وتحقيق مخطوطة رسالة في سماء الريح لابن خالويه وكتاب أصول وجذور قيد الطباعة ، كما أعمل أمينة فرقة بشعبة العمال الرابعة ومشرفة على أربع شركات رائدة في إعادة الاعمار ومشرفة على حي الشيخ خضر ..
وختمت حديثها بالقول : إنني لن أدخر جهدا في خدمة وطني الذي يستحق منّا الكثير لأجله.