الثورة – تحقيق – جهاد الزعبي:
شهدت أسعار لحم الفروج بدرعا وكباقي المحافظات ارتفاعاً ملحوظاً خلال أيام قليلة حيث قفزت من ٦٠٠٠ ليرة إلى ٨٥٠٠ ليرة للكغ. فما هي أسباب ذلك الارتفاع؟ وماذا فعلت الجهات المعنية لتلافي ذلك؟.
*أسعار كاوية..
يرى بعض المواطنين أن بورصة الفروج متأرجحة وكل يوم له سعر وتزداد أسعاره بشكل غير معقول، حيث أشار المواطن “منهل الناصر” أن أسعار الفروج كانت قبل عشرة أيام تتراوح بين ٦٠٠٠ – ٦٥٠٠ ليرة وفجأة قفزت إلى ٨٥٠٠ ليرة وبشكل صاروخي وهذا الأمر ليس له أي مبرر مقنع.
وطالب المواطن “علي الفالح” بضرورة وضع حد لغلاء أسعار الفروج وضبط التجار الذين يتحكمون بالأسعار والمواطن يكتوي بنارها.
وقالت المواطنة “عبير السعد” وهي موظفة أنها لن تستطيع شراء حاجتها من الفروج أو أي نوع من اللحم بسبب الغلاء الكبير. مؤكدة أن الأسرة التي عدد أفرادها ستة أفراد تحتاج على أقل تقدير لفروجين، وحسب السعر الحالي لابد أن تدفع ٣٥ ألف ليرة ثمن وجبة فروج واحدة بالشهر أي ثلث الراتب.
*زيادة النفقات..
خلال جولة “للثورة”في محال ومسالخ بيع الفروج بدرعا لاحظنا أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً بأسعار لحم الفروج، حيث قفز السعر من ٦٠٠٠ ليرة إلى ٨٥٠٠ ليرة للكغ خلال بضعة أيام وقد برر باعة الفروج بالمفرق سبب ذلك الارتفاع “حسب أقوال التجار والمربين “لزيادة تكاليف التربية في فصل الشتاء.
*مصاعب المربين..
وبهذا الصدد قال بعض المربين إن الفروج يحتاج إلى أدوية ولقاحات وكمية أعلاف مضاعفة خلال فترة البرد والشتاء لأن الأمراض تكثر في أوقات البرد وبالتالي تزداد التكاليف.
وكشف مرب آخر أن الفروج يستهلك أعلافاً أكثر في فصل الشتاء وكما تعلمون أسعار العلف مرتفعة جداً، كما يحتاج إلى محروقات للتدفئة وأجور نقل عالية.
وبدوره بّين مربٍ آخر أن عدد حالات نفوق الفروج خلال فصل الشتاء تكون ضعفين بالمقارنة مع فصلي الربيع والصيف.
*وللكهرباء أثر سلبي..
وقال صاحب مسلخ إن انقطاع الكهرباء لفترات طويلة له أثر سلبي على عملهم وبالتالي يضطرون لشراء وتشغيل مولدات تعمل على المحروقات ويشترونها بأسعار السوق السوداء وهنا يتم تحميل تلك النفقات على ثمن الفروج.
*تقاذف الكرة..
ففي الوقت الذي يُحمّل فيه التجار المربون سبب الارتفاع، يرمي المربون الكرة إلى ملعب التجار، ليقع المواطن ضحية تبادل الاتهامات، ويتواصل ارتفاع أسعار الفروج في ظل غياب الرقابة على الجهتين، مع مطالبة البعض بمقاطعة المادة احتجاجاً على ارتفاع سعرها غير المبرر، حسب رأي مستهلكين.
*توقعات بتراجع السعر..
أما مشرف لجنة الدواجن بغرفة الزراعة بدرعا الدكتور وهيب المقداد فقد (توقع) انخفاضاً ملحوظاً ستشهده الأسواق لأسعار البيض والفروج، لكن المسألة تحتاج إلى وقت، وربما لأشهر، وذلك بشرط أن تنخفض أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية ومواد التدفئة من فحم حجري ومازوت.
وبين “المقداد” أن السبب الرئيسي لهذا الارتفاع هو خروج الكثير من المربين من حيز التربية في الفترة الماضية بسبب الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم بسبب غلاء الأعلاف، وإحجامهم عن التربية بعد فقدانهم للأفواج المنتجة، مؤكداً أن المربين لا ذنب لهم فيما يحصل من ارتفاع أسعار الفروج والبيض، وهم غير راضين عن ضعف حركة سوق الدواجن، لأن ذلك يضر بإنتاجهم قبل أن يضر بالمستهلك .
ولفت المقداد إلى أن وزارة الزراعة قدمت دعماً للمربين بالمقنن العلفي ولكنه غير كاف. وبالنسبة لتسعيرة الفروج والبيض فهي تخضع للعرض والطلب، حيث يدفع المربون بدرعا أجوراً باهظة لنقل الأعلاف والإضافات العلفية من المرفأ.
واقترح “المقداد” من أجل استقرار منتجات الدواجن لابد من خطط استراتيجية تحتاج للتنسيق بين وزارة الزراعة ووزارة التجارة الداخلية ( الخزن والتبريد ) وذلك بإنشاء مسالخ وغرف خزن وتبريد وترتيب عملية التسويق وذلك لسحب الفائض من الإنتاج عند انخفاض الأسعار وطرح المادة بالسوق عند ارتفاع الأسعار .
*والتموين لها رأي..
وأشار مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدرعا الدكتور “أحمد العوض” إلى أن دوريات الرقابة تجوب الأسواق وخاصة محال بيع الفروج وهناك تشدد على ضرورة التزام الباعة بأسعار تُناسب دخل المواطن، لكن الأسعار المحددة والتي تم وضعها خلال الفترة الماضية أدت إلى إحجام الباعة عن شراء الفروج من المربين وقد تمكنت المديرية من إيجاد حل وسطي بتحديد سعر الكيلو منه بـ ٧٦٠٠ ليرة للمستهلك بينما يصل سعره بأرض المزرعة نحو ٧٠٠٠ ليرة والمديرية تتابع الارتفاع غير المبرر ومستعدة لمعالجة أي شكوى تصل إليها.
*وختاماً:
نجد أن أسعار الفروج ما زالت مرتفعة وهي أعلى من السعر الذي حددته التموين بنحو ألف ليرة للكيلو غرام وباعة الفروج والتجار والمربون كلهم في كفة والمستهلك في كفة ثانية ولوحده، وعليه أن يدفع من فم ساكت رغم إمكانياته المتواضعة لشراء بعض القطع من الفروج وليس كامل الفروج حسب دخله البسيط.. ويجب على الجهات المعنية دعم مربي الفروج وتوفير الأعلاف والأدوية والمحروقات لهم بأسعار مناسبة حتى يتمكنوا من مواصلة الإنتاج وتوفير الفروج بالشكل الكافي وبسعر مناسب لذوي الدخل المحدود.. وعلى المقصلة يا فروج…!!!
