الثورة – آنا عزيز الخضر:
رغم بساطة الفكرة التي تدور حول الحب، إﻻ أنها تؤكد أنه كل شيء في حياة الناس، هو من يصنع المعجزات، ومن يحول الحياة من الركود إلى الحيوية، من السكون إلى الحركه المتألقة، من العنفوان إلى المسالمة الراقية، من التشنج والنفور إلى قبول الآخر..
هذه التناقضات الكفيلة بقلب كل شيء إلى ضده، وإلى الوجه الأجمل، يخلقها الحب، ولعله قادر على اجتراح حلول كثيرة لمشاكل الحياة .. كان كل ذلك في العرض المسرحي “الدب” على صالة مسرح الحمراء بدمشق، حيث لم يفقد ذلك النص بريقه، وكان دوماً قبلة للمبدعين، فهو للكاتب الروسي تشيخوف”، وهاهو المخرج “مأمون الخطيب” يقدمه في عرض جديد.
النص من إنتاج مديرية المسارح والموسيقا بدمشق، وقد أعده للمسرح “طارق عدوان”، ومن تمثيل كلّ من “رنا جمول” و”وسام محمود”، و”زينة المصري”.
ارتكز العرض على حكاية عن الحب وعن مدى حاجة الناس له في حياتهم، فهو حكاية تلك الأرملة الشابة، التي توفي زوجها منذ عام، وهي مازالت في حالة حداد عليه، لا تخرج من البيت، وﻻترى أحدا، وﻻتتعامل مع أي كان، رغم أن عمتها تقنعها بأفكار أخرى، فهي تحثّها على أن تعود إلى الحياة وتعيش حياتها كشابة في مقتبل العمر.
يدخل حياة تلك الأرملة شاب له طباع خاصة، يطالبها بدينٍ له في ذمة زوجها الراحل، ويسلّمها وثائق تُثبت هذا الدين، فتطلب منه التمهل حتى يعود المسؤول عن بيتها، لكن الدائن يرفض ذلك لأن البنك سيحجز على أمواله. يتناقشان ويتصارعان كثيراً، وكل منهما متسمك برأيه، حتى إنها حاولت قتله، لكنها لا تعرف استخدام السلاح وهكذا ..إلى أن يعجبا ببعضعها تدريجيا، وبدت أنها تتمسك بوجوده بعد كل ذلك النفور والقسوة والعنف بين الطرفين، فتنقلب صفات وأحداث كثيرة إلى ضدها، مؤكدة جمالية الحب وحاجة الناس إليه، كما حاجة الناس إلى جمالية الصفات، التي يحققها للبشر.