الثورة – مها دياب :
في القراءة حياة، فهل نحن أحياء؟ ،يطفو هذا السؤال مع كل حديث عن الحال الصعبة التي وصلنا إليها أمام ذلك الطوفان الحضاري الذي أغرقنا بزيفه والذي حولنا إلى دمى متحركة.
هل من المعقول أن نكون أمة اقرأ، ونحن أبعد ما نكون عن القراءة بعد أن سيطرت علينا وسائل التواصل الاجتماعي وأصبحت تتحكم فينا وتوجهنا كيفما يشاء مصدر المعلومات ومركزها.
رغم كل الظروف تبدو الفرصة مواتية للعودة إلى الكتاب ففي القراءة حياة تتجدد باستمرار مع كل كتاب أو رواية أو قصة، مع كل بحث ،مع كل أسطورة.
فالقراءة نور يضيء عقولنا ومعارفنا،ومع ذلك نجد الكثيرين في ظل التطور التكنولوجي السريع والمتلاحق ابتعدوا عن القراءة بشكل كامل وخاصة في عالمنا العربي متناسين أهمية القراءة في حياة الفرد وبناء المجتمع الواعي المثقف.
فالقراءة تساعد الفرد على تنمية المهارات والتفكير والتعبير عن الذات والاعتماد على النفس من خلال تحصيل المعلومات والمعارف ومتابعة كل التطورات العالمية على كافة الأصعدة.
كما تصبح القراءة في ظل الضغوط النفسية والحياتية الصعبة وسيلة جيدة للترفيه والمتعة والشعور بالراحة والهدوء ومن ناحية أخرى تزيد القدرة على التركيز وتنشط الدماغ، كما تقلل و بشكل كبير مرض الزهايمر الذي بات منتشراَ على نطاق واسع عالمياَ.
ومن أهم ما يميز القراءة هي خلق مجتمع قارئ قادر أن يعبر عن نفسه كونها تمثل حياة متكاملة في كافة المجالات وعلى كل المستويات ولهذا يجب أن يكون من أهم أهداف التعليم في مجتمعنا خلق جيل قارئ معتمد على ذاته يحب العلم والدراسة، الأمر الذي ينعكس على تطور العلم والاقتصاد والسياسة وبالتالي الارتقاء بمجتمعنا نحو الأفضل.