كما كان متوقعاً شكل لقاء السيد رئيس مجلس الوزراء مع الإعلام الوطني بالأيام الأولى من العام الجديد مادة دسمة للتداول في الشارع السوري ولدى المختصين والإعلاميين نظراً لجملة المواضيع والقضايا والملفات التي كانت ولا تزال حديث المواطنين نظراً لتأثيراتها الكبيرة والسلبية بأغلب الأحيان على الواقع الاقتصادي والمعيشي.
ولنكون موضوعيين، ورغم أن الجميع يكاد يتفق على أهمية وضرورة إجراء اللقاء مع الوزير الأول في الحكومة ليكون المواطن بصورة ما تقوم بها السلطة التنفيذية من إجراءات وقرارات ومعالجات لسلسلة طويلة من الملفات وأسباب تكرار المشاكل والأزمات في مختلف القطاعات والمجالات، إلا أن عدم تمكن المواطنين من مشاهدة اللقاء جراء انقطاع الكهرباء لساعات طويلة في غالبية الجغرافية السورية حمل رسالة سلبية مفادها أن ملف الطاقة الذي يعد عصب الحياة لا تزال خطوات معالجته تسير كما سير السلحفاة، فهذا حتماً سيساق على آلية معالجة باقي الملفات ما يعني أيضاً أن المعاناة مستمرة، وكل الكلام والوعود بانفراجات قد تحصل بهذا القطاع بعد أشهر قليلة لن يرفع من مستوى التفاؤل الذي يفرضه دخولنا بعام جديد.
ومن جملة الكلام المردد سواء باللقاء أو على لسان المسؤولين توعد وتهديد الفاسدين بأن الحكومة لهم بالمرصاد وستسترد المال العام المسلوب منهم وتحاسب كل من تجرأ ومدّ يده على الاقتصاد السوري بطريقة غير صحيحة إن لم يكن اليوم ففي الغد القريب، وبهذا الملف ولأن الوجع كبير وتأثيره خطير على المواطنين والاقتصاد وخزينة الدولة على حد سواء يدرك الجميع أن معالجة ملف بهذه الخطورة لا يكون بالتوعد والتهديد فقط وإنما بتطبيق القانون والمحاسبة الفعلية لكل من تطاول على المال العام واعتبره مكسباً في وقت يمر به البلد بأصعب الظروف التي قد يشهدها بلد.
مختصر الكلام نعم من الغبن التجاهل عن جانب غير قليل من الجهود المبذولة من الحكومة وعلى أكثر من صعيد عكستها المعطيات والمؤشرات الكثيرة المعززة بلغة الأرقام التي قدمها السيد رئيس مجلس الوزراء، ولكن لا يمكن أيضاً غض الطرف عن حالات الفشل والتقصير للعديد من مؤسساتنا التي رافقت ولا تزال إدارة ومعالجة العديد من الملفات لا بل وتعمق مشاكلها وتفشي الفساد أكثر فيها ولعل استمرار معاناة المواطن وتبعاتها السلبية على الاقتصاد خير شاهد، لذلك فإن أقصر وأنجع سبيل لتعزيز ثقة الناس بالمسؤولين وبمجمل القرارات المتخذة ملعبه ليس القاعات المغلقة والتصريحات والوعود إنما أرض الواقع وما ينتج عنها من نتائج واقعية وإنتاج وأعمال وانتعاش الاقتصاد، وراحة الناس هي مؤشرات على أن العمل يسير بالطريق الصحيح.
الكنز -هناء ديب