نحو صون التراث…

أن تأتي متأخراً خير من ألّا تأتي… مثل ينطبق على مابدأنا نقوم به وندافع عنه في المحافل الدولية، وعلى ماتقوم به الأمانة السورية للتنمية عندما بدأت عام ٢٠١٢ تفتّش عن كنوز معارفنا وتعمل على حفظ الصور الحيّة لتراثنا اللامادي إضافة للمادي، وتفتّش عن أسرار الأجداد الماضية لتنقلها للأجيال الجديدة وتعيد إحياءها وتكفل استمراريتها…

خيال الظّل والوردة الشامية وبعدها القدود الحلبية كلّها سجِلت على لائحة التراث العالمي ونحن لقرون نمتلك الكثير والعديد لكنّ ظروف الحياة ومعاناة الناس وظلم المستعمر حال دون تخليد وحفظ وتدوين ذكرى الكثير من إرثنا الحضاري…

نمط حياة السوريين وتقاليدهم وكنوز معارفهم وعلومهم وأسرار حياتهم غنية أيضاً بفلكلور شعبي لا يضاهيه موروث آخر ولا يوازيه في التنوّع والغنى لأنّه مستمّد من واقع عيشة الناس وماتناقلته الأجيال جزء يسير ممّا هو حقيقي وفعلي، فمعارف الأوّلين لا تتوقّف عند حرفة أو صنعة أو قطعة أو آلة موسيقية (كالعود مثلاً) بل هي نتاج تجارب حياتية طويلة وصعبة ومهارات تناقلتها الأيدي والألسن عبر العصور…

فالأمثال والقصص والروايات عن الأيام والطقس وأشهر السنة وفصولهما والوصايا والعادات الصحيّة والزراعية تنمّ عن موروث وخبرة حياتية لها معارفها ومدلولاتها…

أخبار القمر والنجوم وعلوم الفلك ولياليها الطيّبة والبيض والأبراج كلّها علوم حياتية لأجدادنا توارثتها الأجيال بداعي الأسفار وغيرها…

أحوال البحار ومواقيت الصّيد الوفير والإبحار وحكايات وروايات وطرائق وأغاني الصيّادين موروث يجسّد فلسفة وجود وبقاء وحياة وحكمة وخبرة.

أما أخبار الأسفار وماتركته في النفوس والشّعر الشّعبي والأهازيج والمواويل الحزينة والفرحة على لسان الرجال والنساء كلّها قصص لعبق وبطولات الأحرار في زمن الاستعمار والاحتلال العثماني “والسفربرلك” بوابات مجد وصفحات تفتح الماضي على الحاضر بقداسة وبسالة الأبطال والمجاهدين في كلّ زمان ومكان وتؤكّد مرارة وشدّة عداوة الاستعمار والإرهاب والصهيونية واسغلالهم وجشعهم وأطماعهم…

أوصاف وأصناف الطبّ الشّعبي بشهده وعسله وعطّاريه الذي سُمِي حديثا الطبّ البديل في أيامنا هذه، طبّ نشره أجدادنا في أصقاع الأرض ووصفوا الإنسان بدّقة ولم يغفلوا عن سلوكيات الإنسان لتأخذ تسميات حديثة يتباهى بها الغرب دون الاعتراف بفضل أجدادنا فيما قدّموه للبشرية…

الموسيقى ودندنات العود والشّعر وموازينه وقوافي الكلام لغة ثقافية عالمية وكثيرة هي خفايا الموروث وخزانة الشّعب السوري وكنوز تراثه التي تستحق الصّون والإحياء والتجديد على مساحة الجغرافية السورية وكلّنا مسؤول أفراداً وجماعات حكومة ومجتمعاً مدنياً لنحيي ذاكرة الماضي ونستنبط معارف وعلوماً وحكمة وقوانين حياتية وفنوناً وأخلاقاً وآداباً وأدباً وتربية أجيال…

رؤية- هناء الدويري

 
آخر الأخبار
الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا