ثمة فرق بين من لا يرى في الأفق شيئاً، وبين من يرى، وإذا كان الأفق ذاته مسدوداً أمام بعضهم فلماذا يتمركزون في أماكنهم؟ لماذا لا يتيحون لأصحاب النظر البعيد أن يحققوا رؤاهم؟.
هنا يكمن جوهر الإصلاح بين من يريد ويسعى ولا يجد سبيلاً، وبين من يقف حاجزاً متراكماً بين أصحاب الرؤى وتحقيق رؤاهم، وأغلب مشاكل رياضتنا، تعود لانعدام الفارق بين رؤى القلبية ورؤى البصرية، فالأولى من أفعال اليقين في اللغة، وترى أبعد من عينيها، ترى النقص في زمن يعتمد العلم والمعرفة والتخصص، ترى وضعاً كارثياً يدق ناقوس الخطر، والثانية ترى ما حولها فقط، المكتب والكرسي على طاولة الاجتماعات، وعبارتي (حاضر) و(تكرم) من ماسحي الجوخ.
يمكن وصف رياضتنا بأنها عشوائية منظمة معاً، استناداً إلى من يريد الإصلاح ومن لا يريده فمن يريد الإصلاح مكروه ممن هم أعلى رتبة منه داخل الهرم الرياضي، ومن هم طبعاً قادرون وقتما شاؤوا على إسكاته أو تحجيمه، أو استعمال أساليب أخرى معه، لا سيما أنهم يمتلكون أوراق قوة (حاضر) و(تكرم).
ومن يحافظ على الروتين المنطوي على إبقاء الأمور على عواهنها ممقوت ممن هم أدنى منه رتبة ويبغون الإصلاح، لكنه الأقوى إدارياً والقرارات بيده، يجتمع مع أنداده على طاولاتهم العامرة ويقررون مصير هذا وذاك.
تقهقر وتراجع هائلان شهدتهما رياضتنا بعد (لزوم من لا يلزم) فيها، ومن لا يلزمون صاروا أصحاب قرار في الشأن الرياضي، ومن يلزمون أبعدناهم.
لن تقوم الرياضة السورية إلا بوضع خطة شاملة من أجل استعادة مكانتها المرموقة، بلحظ الخلل الموجود حالياً، ووضع جدول مدروس لتلافيه مستقبلاً، واستقطاب الكفاءات، ونبذ غير المؤهلين، ولو كانوا ذوي قربى، والترحيب بالمحترفين، وعدم استقبال الهواة إلا على أساس أنهم هواة، وقبل توفير الإمكانات البشرية يجب توفير الإمكانات المالية، هذا إن ابتغينا إصلاح رياضتنا، وإذا أراد السوريون إصلاح أي شيء فإنهم لن يعجزهم شيء.
مابين السطور-سومر حنيش