تؤكد السياسات التخريبية الأميركية التي باتت تنتهجها الولايات المتحدة في أكثر من مكان بالعالم، أن المشهد قد بات قاب قوسين أو أدنى من الانفجار، في ظل الإصرارالأميركي والغربي على التصعيد المتدحرج الذي يهدف إلى نسف القواعد الأساسية للواقع المرتسم على الأرض.
في الحقيقة، فإن ما تقوم به واشنطن من عبث ممنهج، لا يخرج في سياقه عن الاستراتيجية الأميركية التي تقوم وترتكز على إثارة الفوضى والنزاعات في العالم من أجل مواصلة التحكم بمفاتيح القرار الدولي والحفاظ على الأحادية القطبية التي نسفت جذورها صعود قوى كبرى دولية وإقليمية مؤثرة وفاعلة إلى المسرح الدولي – روسيا،الصين، إيران، محور المقاومة – ، كما أن التصعيد الأميركي في هذه المرحلة تحديداً يندرج في أبعاده ضمن سياق المحاولات المحمومة للولايات المتحدة لانتشال نفسها من مستنقع الهزائم والإخفاقات التي لفتها من كلّ جانب وعلى أكثر من جبهة.
ما يجري في كازاخستان، هو سيناريو أميركي معد مسبقاً، لإشعال النيران على أسوار روسيا، وفي الحديقة الخلفية للصين، في محاولة لزعزعة استقرارهما وأمنهما، ومن ثم تطويقهما واحتواءهما في آن معاً، وهذا السيناريو هو امتداد لسيناريو العبث في أوكرانيا التي تمثل البوابة الامامية لروسيا، وسيناريو التصعيد ضد إيران ، وسيناريوهات الحرب ودعم الإرهاب في سورية والمنطقة، وكلّ ذلك هو جزء من استراتيجية الفوضى، التي تسعى واشنطن من خلالها إلى إبقاء المنطقة والعالم أسيرة للفوضى والخراب والتدمير بغية استعادة مفاتيح زعامة العالم، متجاهلة أن هذا الأمر بات من المستحيل، ولا يمكن تحقيقه إلا فوق الحطام، حطام العالم وحطام الولايات المتحدة وشركائها وحلفائها في الإرهاب والخراب.
حدث وتعليق- فؤاد الوادي