مع بداية العام الجديد أعتقد أنه من المهم بمكان أن نتحدث بشفافية عن ثقافة العمل المستجدة حالياً.. و تأثيرها السلبي في مؤسساتنا في هذه المرحلة المفصلية التي يمر الوطن بها.. و ما تحمله من أخطار و صعوبات تهدد مستقبله.
و رغم كل الصعوبات لا يزال عدد كبير من العاملين في الدولة يقومون بواجباتهم على أكمل وجه.. من منطلق وطني.. و أخلاقي صرف..والأمثلة كثيرة و معروفة للجميع لاسيما ما نشاهده في “مخابزنا.. ومشافينا.. ومدارسنا.. وبلدياتنا.. و أفواج الإطفاء.. و معاملنا” و القائمة تطول.
غير أنه في الوقت نفسه هناك مشكلة حقيقية أفرزتها ثقافة العمل المستجدة لدى بعض العاملين جعلتنا نتجاوز مرحلة الترهل لنصل مرحلة العطالة الحقيقية بكل أسف!! رغم كل ما نشهده من ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب نتيجة الوضع الحالي.
وأعتقد أن ما وصلنا إليه في بعض مؤسساتنا نتيجة تشوه ثقافة العمل يستحق التوقف أمامه مطولاً وخاصة أن الجميع مطالب بمضاعفة الجهود لزيادة الإنتاج كل من موقعه.. و علينا في إعلامنا الوطني أن نتابع تسليط الضوء على نقاط الخلل الموجودة في بعض مواقع العمل لتصويبها.. ومنع التحول من البطالة التي نعانيها إلى العطالة التي تهدد الإنتاج و تفاقم البطالة.
فهناك عدد غير قليل من العاملين في مؤسساتنا لا يقومون بواجبهم المهني بالشكل المطلوب كغيرهم رغم تشابه ظروف عملهم مع باقي الجهات العامة!! رغم أن الظروف الموضوعية التي نمر فيها نتيجة الإرهاب و العقوبات الاقتصادية الظالمة و الحصار و ما نجم و ينجم عن كل ذلك ينعكس على جميع المواطنين.
اليوم ومع بداية العام الجديد نأمل أن ننتصر لثقافة العمل الجاد والهادف على ثقافة العطالة.. و أن يثبت الجميع أنه على قدر المسؤولية.. و أن يسعى ليكون القدوة لباقي العاملين في مفاصل الدولة المتنوعة.
حينها فقط نتمكن من التركيز على نقاط القوة لتعزيزها بكل ثقة و أمانة.. والمساهمة الحقيقية في بناء الوطن الذي نفخر به و نقضي على العطالة و نحدّ من البطالة.
أروقة محلية- نعمان برهوم