يجتهد أغلب شبابنا مهما كانت شهاداتهم العلمية (جامعية ــ ثانويةــ إعدادية)إلى إتقان اللغة الإنكليزية، وتعلم لغة الحاسوب إلى جانب الخضوع لكثير من الدورات التي تؤهلهم ليكونوا في المكان المناسب وعلى قدر المسؤولية،عندما يحالفهم الحظ في مسابقة ما يتنافس فيها آلاف الشباب للحصول على وظيفة في القطاع العام رغم وجود فرص عمل كثيرة وبأجور أعلى في القطاع الخاص.
لكن غياب عنصر الأمان ويوم العمل الطويل تجعل الظفر بوظيفة في القطاع العام حلماً، إضافة إلى ذلك هناك الكثير من المشاريع الصغيرة التي تدر أرباحاً بشهادة من خاض بها، ولكن الشعور بأن القطاع العام عنصرأمان اليوم وغداً، يدفع الشباب للارتماء في أحضانه.
حديثنا اليوم عن المسابقات وحلم الحصول على وظيفة وأهمية التسلح بثقافة عامة وتكنولوجية وإدارية وغيرها للنجاح في الامتحان الكتابي والشفهي.هذا يقودنا إلى حديث آخر “ننبشه” من الذاكرة عن شهادة كان للمختار الحق في منحها أو منعها عن أي شخص في الحي أو القرية،وهي وثيقة حسن السلوك والتي تعد في ذلك الوقت من الأوراق المهمة المطلوبة لوظيفة ما،وبناء على ذلك كان الحرص على حسن التصرف مع الآخر،فلا سلوك فوضوياً ولاطائشاً ولاتخريبياً،يحرمهم من هذه الشهادة وبالتالي خسارة وظيفة في القطاع العام .
اليوم نحن بأمس الحاجة ولاسيما من يسند إليه منصب إداري، أن يتم التدقيق في سلوكه وأهليته وقدرته على التعامل مع مرؤوسيه بروح الفريق،ووفق آلية عمل تحفيزية،تخضع لإحساس المسؤولية ولتكن المهام مفتوحة للجميع كي يثبت كل عامل قدرته على العطاء وجدارته..وتلك هي شروط نجاح العمل المؤسساتي.
عين المجتمع- رويدة سليمان