الثورة – إخلاص علي:
اليوم بدأت العطلة الانتصافية التي هي بمثابة فسحة من الزمن بين زحمة الدروس وضغط الامتحانات، حيث ودّع التلاميذ بعضهم بعضاً على أمل اللقاء القريب والقريب جداً بعد تجديد الطاقة وشحذ الهمم لفصل دراسي جديد مليء بالمعارف والخبرات الجديدة.
ومع بدء الإجازة الفصلية للمدارس يتجدد السؤال لدى أولياء الأمور حول كيفية الاستثمار الأمثل لوقت الطلبة ولاشك أن استغلال طاقاتهم في أنشطة مفيدة يعد ضرورة حتمية ينبغي التخطيط لها.
إلا أن هناك جانباً من الأهالي ينظر إلى الأمر دون أي أهمية ولايبالي بما سيقوم به الابن أثناء العطلة فتمضي دون أن يستفيد الطالب منها.
والسؤال هنا كيف يمكن استثمار العطلة الانتصافية ؟وما دور الأسرة في خلق بيئة خصبة يمكن من خلالها استثمار العطلة الانتصافية لدى التلاميذ؟
الاختصاصية التربوية ربا ناصر اعتبرت أن العطلة الانتصافية تشكل حاجة عقلية وجسدية ونفسية لكل عناصر العملية التربوية فهي مفيدة للطالب لكونها تعد فترة نقاهة له بعد العناء والجهد طوال الفصل الدراسي وهي مهمة للمعلمين والأهل معاً.
كما أكدت ” ناصر” على ضرورة أن تُستغَل هذه الفترة بترتيب برنامج في الأسرة لممارسة الأنشطة المشتركة بهدف تعزيز الروابط الاجتماعية والتخفيف من ضغوط الدراسة والاستعداد لإستقبال فصل دراسي جديد بنشاط و همة.
مضيفة أن الاستفادة منها تكون بعدة أشياء أهمها ” اللعب – الزيارات- ممارسة الهوايات التي يحبها الطالب” لأنها تخفف من التعب والإرهاق والقلق.
فاللعب المنظم الجماعي يزيد من النمو العقلي وتكوين الشخصية، ويحقق حالة اجتماعية من خلال تعلم الانضباط.
فمن الضروري التركيز على أهمية اللعب في العطلة بالنسبة للتلاميذ الصغار لكونه يساهم في نمو عقلهم وتكوين شخصياتهم ويحقق التكامل بين وظائف الجسم الحركية والانفعالية والعقلية، ويساعد الطالب على إدراك عالمه الخارجي.
لافتة إلى أن الإجازة الفصلية هي أساساً حق وحاجة ماسة للطلاب ومن الظلم سلبها منهم بدعوى استثمارها بالدراسة الإضافية، فكما يحتاج الطلاب للدراسة فإنهم محتاجون للترفيه ولترك الالتزام قليلاً حتى يعودوا إلى مقاعد الدراسة بروح جديدة متعطشة للعلم.