الثورة – تحقيق جهاد الزعبي:
ارتفعت أسعار البطاطا الخريفية بالأسواق بشكل لم تشهد له مثيل سابقاً، حيث وصل سعر الكيلو غرام نحو 2000 ليرة عند باعة المفرق وهذا ما جعل الكثير من الأهالي يبتعدون عن تلك المادة الغذائية الرئيسية والاستغناء عنها رغم الحاجة لها وخاصة في فصل الشتاء.
فما هي أسباب ارتفاع أسعار البطاطا ؟ ولماذا لم تتدخل الجهات المعنية بتوفير المادة بأسعار مناسبة لذوي الدخل المحدود في الأسواق.
*ارتفاع ملحوظ..
يقول المواطن “فهد العلي” إن البطاطا مادة غذائية أساسية ولا يمكن الاستغناء عنها في المائدة ولكن بعد ارتفاع أسعارها مؤخراً إلى نحو 2000 ليرة للكيلو أصبحت خارج نطاق المائدة وخاصة موائد ذوي الدخل المحدود من الموظفين.
وقالت “فاطمة البشير” أن البطاطا أصبحت أغلى من التفاح في الأسواق وقد وصل سعرها لحدود لاتُطاق ، حيث تكلف طبخة صينية البطاطا نحو 4000 ليرة .
وطالب ناصر زاهر بضرورة تدخل الجهات المعنية وضخ كميات كافية من البطاطا بالأسواق وضبط الأسعار وتخفيضها بشكل يُناسب ذوي الدخل المحدود .
*غلاء مستلزمات الإنتاج..
وفي معرض رده على أسباب ارتفاع أسعار البطاطا أكد “صيتان الجندي” مُزراع بطاطا بدرعا أن غلاء مستلزمات الإنتاج من أسمدة ومحروقات وأدوية زراعية وبذار وأجور أرض وفلاحة ونقل وغيرها أدت إلى ترتيب نفقات عالية على الفلاحين وبالتالي لابد من وضع سعر مبيع يسد نفقات الإنتاج وتحقيق ربح بسيط للفلاح بدل أتعابه.
ولفت المُزارع “محمد هاشم” من نوى أن ثمن بذار البطاطا عال ويصل سعر طن البذار من الشركات الزراعية الخاصة لأكثر من 3.5 مليون ليرة، وهذا السعر يؤرق الفلاح ناهيك عن غلاء أسعار السماد والمحروقات والري والأيدي العاملة والنقل.
*الطن ب 15 طنا..
وأوضح المُزارع “ركان محمد” أن أسعار بذار البطاطا من معتمدين الشركات الخاصة عالية جداً ، وكل طن من البذار يُنتج وسطياً أكثر من 15 طناً ، وذلك حسب الصنف ورعاية المحصول وخدمته بالشكل المطلوب . مبيناً ان إنتاحية العروة الخريفية تكون أقل من العروة الربيعية .
كاشفاً أن هناك شركات زراعية خاصة تقوم بتأمين بذار البطاطا للفلاحين وتُنافس مؤسسة إكثار البذار ، مع العلم أن أسعار إكثار البذار أقل بكثير من الشركات الخاصة ولكن حصل في بعض المواسم تأخير في توزيع المادة على المكتتبين وبالتالي يلجأ الفلاحون للشراء من القطاع الخاص لزراعة المادة بالوقت المناسب .
*إكثار البذار جاهزة..
ويقول مدير فرع إكثار البذار بدرعا المهندس “غازي الناصيف” أن المؤسسة تفتح باب الاكتتاب على بذار البطاطا لمدة كافية وتعمل على تبسيط عمليات التسجيل ودفع الثمن وتقدم بذارا مضمونا وبمواصفات إنتاجية ممتازة ويتم توزيعه بالوقت المناسب على الفلاحين .
*وللزراعة رأي..
وبهذا الصدد أكد مدير زراعة درعا المهندس “بسام الحشيش” ان محافظة درعا منتج أساسي لمادة البطاطا من خلال عروتين هما الربيعية والخريفية وتعتبر العروة الربيعية الأساسية وكميات الإنتاح فيها تصل لأكثر من 60 ألف طن، بينما العروة الخريفية تكون أقل بكميات الإنتاج ومن المتوقع أن يكون إنتاج هذه العروة نحو 29 ألف طن للموسم الحالي، وتشتهر مناطق نوى وانخل وجاسم وداعل وطفس وازرع بزراعة البطاطا.
وكشف “الحشيش” أن المساحة المخططة للعروة الربيعية كانت 1408 هكتارات تم تنفيذ مساحات زائدة عن الخطة بلغت نحو 2670 هكتاراً، بينما كان مخطط زراعة 739 هكتاراً للعروة الخريفية وتم زراعة نحو 1447هكتاراً ومن المتوقع أن تنتح نحو 29 ألف طن، حيث تقدم الدولة السماد والمحروقات والبذار.
وبرر مدير الزراعة أسباب ارتفاع أسعار البطاطا نتيجة ارتفاع ثمن مستلزمات الإنتاج، متوقعاً تراجع الأسعار في الفترة القادمة نتيجة زيادة العرض وتراجع القوة الشرائية عند المواطنين.
*وختاماً..
نؤكد أن التدخل الإيجابي في كسر أسعار مادة البطاطا وتوفيرها من مناطق الإنتاج للعروة الخريفية أمر هام ولابد من حد لجنون الاسعار ..