الملحق الثقافي:
زرعت الحياة في طريق اعتدال رافع أشواك الخيبة والوجع، هاجمها القهر؛ ليمنع عنها أفراح الطفولة المبكرة (اليتم، الفقر، قسوة الأم، الزواج المبكر…) تآمرت عليها ظروف ظالمة؛ لتحاصرها الأحزان والآلام؛ لهذا كانت دائبة البحث، عمّا يجمّل حياتها، ويهبها معنى، فلم تجد سوى الكلمة، بفضلها امتلكت شجاعة التحدي، ومواجهة أعتى أعداء الإنسان (الإحساس بالظلم، وافتقاد الحب، والوحشة، والمرض…).
إن ما يدهش المتلقي تلك العلاقة الاستثنائية بينها وبين إبداعها، الذي عكس جموح عزيمتها، وما يضطرم فيها من مخاوف وإحباطات وأحلام، فبدا تصعيداً لآلام أبهظت روحها، فلم تجد أمامها سوى الاتكاء على حروفها، فباتت أوكسجين حماستها للحياة، إنها فرحتها الوحيدة، التي أمدّتها بنبض البقاء، فقد أصبحت صمام أمانها، تطرد بها سرطانها ووحشتها، لهذا ليس غريباً أن تخلص لها الود، وتتمسك بها، كمن يتمسك بحبل خلاصه!
كتاب (اعتدال رافع وإبداع الوجع) تأليف: د. ماجدة حمود، يقع في 208 صفحات من القطع الكبير، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2022
التاريخ: الثلاثاء18-1-2022
رقم العدد :1079