الملحق الثقافي: ديب علي حسن:
لم يعد النقاش في النظرية النقدية الأدبية الغربية البحث في طبيعة الأدب وماهيته وجوهره ونظرياته …النقاش اليوم كما يتم الحديث عنه وتداوله في الإعلام الغربي المعني بقوة بالفكر والثقافة والأدب هو:ماذا يستطيع الأدب..
بدأت النقاشات هذه من الكوليج دو فرانس لتصل إلى مختلف وسائل التعبير ورائد هذا أستاذ الأدب الفرنسي الحديث والمعاصر في الكلية السابقة أنطوان كامبانيون المحاضر في الكثير من الجامعات العالمية.
وهو أحد أعمدة المعرفة الكبرى فقد أتى إلى النظرية الأدبية من خلفية علمية فهو مهندس جسور وطرقات.
يرى أن الكتابة الأدبية لا تنفصل عن الكتابة العالمة اي هي ذات طابع تكاملي لقد امتدت الجسور بين العلوم والآداب.
وحسب أنطوان فالقراءة، هي التي أبقته شاباً وهي التي تمتد لتكون العمر الطويل ..ويقتبس قول فرانسيس بيكون ..القراءة تجعل الإنسان كاملاً …
وهذا يقود إلى التالي:إن الأدب قوة تحريرية ذو مهمة اجتماعية ومهمته السياسية احتجاجية وأداة للعقل النقدي.
لكن بما أنه مجاني يمكن أن يقوم مقام الرابط الاجتماعي ويضع مسافة أمام حداثة نفعية ..كل أوجه سلطة الأدب ليست متعارضة ..
والأدب، لا يقدم حلولاً ولا معاني نهائية، ولا طريقة استعمال الحياة لكنه يؤثر فينا ويقوم ببنائنا حتى نعيش ونقوم باختيارات بكامل الحرية.
ولضمان استمرار التفكير، يرى أنطوان علينا أن نقرأ وهذا أيضاً يضمن مكانة الأدب في حياتنا وفي المجتمع …والأدب لن يموت ويصل إلى قول قاطع ..أرى باطمئنان أن المكتوب سيكون حاضراً …صحيح أن بعضه ضاع مع الرقمي لكننا سنقرأ الكثير الكثير ..
ملفنا لهذا العدد، استكمال للملف السابق الإبداع نقش خلود …هنا الحديث عن دور الأدب بشكل خاص والإبداع بشكل عام ..فالإبداع ليس أدباً فقط ..
ويجب ألا نغفل هنا الإشارة إلى المفكر السوري الراحل جلال فاروق الشريف الذي وضع أكثر من كتاب حول وظيفة ودور الأدب…نذكر بكتابه المهم جداً …إن الأدب كان مسؤولاً ..
نأمل أن يستيقظ من نام طويلاً على أكذوبة أن الإبداع ترف خارج الاهتمام .
d.hasan09@gmaiL.com
التاريخ: الثلاثاء18-1-2022
رقم العدد :1079